صالح الشايجي
لسنا نشكو قلة المشاكل والازمات المتعاقبة، لذلك فنحن بحاجة الى من يطفئ نيران تلك المشاكل، لا الى من يؤججها ويزرع بذور الفتنة الخائبة! ولا اريد ان ابرئ كل من يسعى بفتنة واقول انه فعل ما فعل بحسن نية، لان زارع الفتنة شيطان مؤصل ذو جذور شيطانية ضاربة في عمق اعماق الشر والرذيلة.
يحاول البعض هذه الايام غرز سيفه الصدئ في جسد مجتمعنا ليشطره شطرين، قبليا وحضريا! ولان هذا البعض سفيه ويشرب دم الشيطان على الريق وقبل ان يفتح عينيه كل صباح، فقد ظن ان الكويت او الكويتيين قابلون للشطر والمناصفة والمحاصصة، وانه ان زرع اباطيله في الهواء فستزهر وتورق وتظل من لفحتهم القائظة بنيران حرها وحرارتها فينسلون اليها متظللين بظلها!
هكذا يظن زارعو الفتنة وحاصدو الخيبة، محاولين اكمال ما فشل فيه صنمهم الاكبر الساقط في بغداد في يوم ذلك العيد الاغر، ولكن محاولاتهم كلها تذهب أدراج الرياح، يطويها الليل بجناحيه الأسودين، وتبددها شمس نهار الكويت.
ان القبائل - ان في الكويت او غيرها - هي المكون الاساس لأي مجتمع، وليس من حضارة انسانية قامت الا وكانت خميرتها الاساس هي القبائل التي تشكل المجتمعات والحواضر الانسانية، وقبائل الكويت ليست استثناء من تلك القاعدة! فكلنا - من عرب او عجم - ابناء قبائل وان تفرقت السبل في الوصول الى القبيلة! فثمة من جعل القبيلة سقفا فوق سقف الوطن، وثمة من عزز القبيلة بالتحامها بالوطن! وثمة من يحاول الالتجاء الى القبيلة كلما زاد فحشه وطاردته يد العدالة فيلجأ الى القبيلة محملا اياها اوزاره وفحشه ومعلقا على جدرانها خطاياه الكثيرة.
اننا نرفض مثل ذلك الدس الرخيص ومحاولة اعلاء شأن القبيلة فوق شأن الوطن، مثلما نرفض اعلاء شأن الطائفة او العائلة او اي جماعة على شأن الوطن، لان الوطن يجُب ما قبله وما بعده وما حوله، والوطن هو الذي يمنحنا الهوية ويهبنا رخصة العيش والحياة، ودونه لن نستطيع ذلك! ولينظر زارعو الفتنة الى اخواننا «البدون» فهم ابناء قبائل ولكنهم اشوق ما يكونون لوطن يحملون هويته!
ألا تتعظون؟