صالح الشايجي
انصرفت الآراء كلها التي تتحدث عن تجريم الانتخابات الفرعية ومحاربتها من قبل وزارة الداخلية، الى ان ذلك الأمر موجه ضد القبائل!
هكذا وببساطة قرأوا الأمر وأقروه وراحوا يتداولونه بل ويحاول البعض محاربة القانون ومواجهة رجال الأمن في سبيل منعهم من التدخل ولإمرار الاقتراع الفرعي الذي تجريه القبيلة.
لم يفكر احد في أن منع الانتخابات الفرعية هو لصالح القبيلة لا ضدها، والعكس صحيح، فإن اجراء الانتخابات الفرعية داخل اسوار القبيلة، قد يضر بالقبيلة ولا ينفعها، وذلك في حال سلمنا او آمنا بالانتخابات الفرعية التي لا شك نرفضها ويرفضها كل مؤمن بأن الوطن فوق كل شيء بما في ذلك القبيلة.
أما كيف لي أن أفسر ان الانتخابات الفرعية هي ضد القبيلة، فإنني أقول ان وجود عناصر كفؤة في القبائل هو من المسلمات والبدهيات، تتمثل كفاءتها - الى جانب المستوى الثقافي والأكاديمي - في الحس الوطني والإيمان الحقيقي بالديموقراطية ولكن قد يكون نصيبها قليلا لدى القبيلة، وحظوظها ليست جيدة في المعايير القبلية، فمثل هذه العناصر، اما انها ستمتنع عن دخول الانتخابات الفرعية لقبيلتها لعدم ايمانها بها، او انها فيما لو دخلت على كره منها فقد لا يكتب لها النجاح الفرعي بين ابناء القبيلة لأن «مواصفاتها» الخاصة لا تتماشى مع «المواصفات القبلية» المطلوبة من قِبل ابناء القبيلة، وتفوز بدلا منها عناصر لا ترقى الى كفاءتها، وسيترتب على ذلك ان تلك العناصر الكفؤة التي شاركت في الانتخابات الفرعية ولم يكتب لها النجاح، لن تتقدم للترشيح العام، وبذلك تخسر القبيلة كفاءات هامة ذات قدرات تهيئ لها ان تكون ذات مكانة كبيرة على مستوى البلاد كلها ولدى الشعب عامة بشرائحه كافة.
كما انه سيترتب على الانتخابات الفرعية حرمان الشرائح الاخرى الموجودة في الدائرة من انتخاب هذا المرشح القبلي الذي أقصته الانتخابات القبلية عن الانتخابات العامة، اما ان لم يشارك في الانتخابات القبلية، فإن ابناء القبيلة لن ينتخبوه لالتزامهم بأدبيات الانتخابات القبلية التي تفرض عليهم الالتزام بالتصويت لصالح من نجح بالانتخابات القبلية.
أرجو ان تصحح النظرة للانتخابات الفرعية قبلية كانت او غيرها، لأن من يتضرر منها هم الذين يرجون الاستفادة منها!