صالح الشايجي
ما الذي نريده لبلدنا؟ وما الذي لا نريده لها؟
بالتأكيد ان الذي نريده كلنا لبلدنا ينطلق وينصب في جانب الخير لها.
والذي لا نريده لها، هو الشر بمكوناته وتفرعاته كافة.
إذن أين المشكلة مادام الأمر على هذه الدرجة من الوضوح؟
المشكلة في التفسير والتفصيل، فما أراه أنا خيرا، يراه الآخر شرا، والعكس صحيح أيضا.
يرى البعض أن مجلس الأمة الجديد، هو مجلس خير للبلاد، وانه تعبير حقيقي عن الديموقراطية وعن التركيبة السكانية للكويت.
بينما يرى البعض الآخر - وأنا منهم - أنه مجلس مأزوم ومتأزم وقاصر عن إدراك دوره، وبالتالي فإنه ماض الى بؤرة الفشل منذ دق جرس النهاية صباح يوم إعلان آخر نتائجه.
أنا شخصيا لست مضطرا للمجاملة أو الخجل من إعلان موقفي ومسبباته، من هذا المجلس، لأن لي رأيا في مجالسنا كلها، ولا أرى الحالي أحلى من سابقه، ولا أمرّ منه، فكلاهما يملك المواصفات السلبية ذاتها، ولا يزيد هذا عن ذاك، إلا بمقدار المناصبين الديموقراطية العداء الكامل، والذين يلغونها تماما من أجندة الحياة على اعتبار أنها نوع من الشرك وتحكيم غير شرع الله، ولكن هذا الرأي لم يمنعهم من تسلق سلالمها للوصول إلى موقع التسيد والتحكم في المجتمع، ليبدأوا بعد ذلك إصدار فرماناتهم وتعليق المشانق وحز الرقاب وجر البلاد الى التخلف الذي ينتوونه، وضاقت به صدورهم زمنا مريرا فجاء الوقت الذي يستطيعون فيه التنفيس عن تلك المكنونات.
أما نحن فما نطمح إليه أن يتم استباق الأمر وتداركه قبل استفحاله، وأن يتم البتر والاستئصال قبل أن يتفشى الوباء ويحل الخراب ويموت الناس.