صالح الشايجي
لم يتمكن أحد من أعداء إسرائيل هزيمتها، سوى الرئيس المصري الراحل «أنور السادات»!
هزمها مرتين، الأولى في حرب أكتوبر 73، حينما تمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس واختراق خط «بارليف» والتعمق داخل سيناء.
أما الثانية، وهي الأهم، فحينما داهم إسرائيل في عقر دارها وفي «الكنيست» وألغى ما أسماه حينها بـ «حاجز الخوف»!
أعداء السادات والذين هم بالضرورة - مع الأسف - أحباء سلفه «عبدالناصر»، شككوا في النصر العسكري عام 73، أما الانتصار السلمي الثاني فقد عدّوه خيانة!
فكر قاصر في حينها حينما كان سراب البيارق العربية يلوح في نظر البعض من العطاش الذين يرون السراب العربي فيحسبونه ماء عربيا! ولكن بعد مرور ثلاثين عاما حافلة بأحداث جسام اجتمعت كلها واتفقت على كشف كذبة العروبة ووهم القومية والوحدة العرقية أو السياسية العربية، بات لزاما على هؤلاء الموهومين إما الانصياع للواقع وافرازاته وحقائقه وإما اعتزال المشهد والخلود في صومعة مغطاة من جميع الجوانب فلا نراهم ولا يروننا ولا نسمعهم ولا يسمعوننا، أما أن يظلوا يطلون برؤوسهم بما تحمل تلك الرؤوس من وساوس وأوهام وخداع عقلي وفراغ، فذلك أمر لابد من حسمه بالقوة والجبر، حتى لا يشوش أصحاب تلك الرؤوس على الوقائع المستنيرة.
المراد توضيحه من وراء ذلك، هو ان العدو الذي تكن له إسرائيل الكره والبغض هو «السادات» لأنه هو الوحيد الذي هزمها! لذلك يجيء فيلم «إعدام الفرعون» الذي أنتجته «إيران» والذي يهاجم «السادات» ويخوّنه، ليؤكد هذا الفيلم ان اسرائيل لم تنس ثأرها من «السادات» والذي لا تستطيع ان تقر بهزيمته لها وبالتالي إعلان عداوتها له، فراحت تستعين بـ «الاخوة المساعدين» والذين يجأرون ليل نهار بعداوتها وبإزالتها من الوجود، لإنتاج هذا الفيلم، لتكون هي أمام الرأي العام العالمي بريئة من دم السادات!! بينما تأخذ إيران فرصتها في التباهي الكاذب بعدائها لإسرائيل.