صالح الشايجي
تعلمنا اننا اذا ما اردنا طلب امر ما، ان يكون هذا الأمر بمقدور من نتقدم اليه بطلبنا، اي يكون المطلوب سهلا ويسيرا على المطلوب منه، لذلك قالت الحكمة القديمة «إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع»، ومن هذه الحكمة تعلمنا الا تكون طلباتنا تعجيزية وتهد كاهل من نطلب منه!
لذلك فنحن حين نطلب من الحكومة، فإننا لا نطلب منها معجزات أو مستحيلات!! لم نطلب منها مثلا ان تحلب لنا النمل، ولا أن تأتي بـ «العنقاء» الى حديقة حيوانات العمرية، ليشاهدها تلاميذ رياض الأطفال فيتعرفوا على ثاني المستحيلات حتى يدب فيهم اليأس مبكرا ويصابوا بالاكتئاب فتأخذهم «أبلة لطيفة» الى اقرب «مطوّعة» تقرأ عليهم وتسقيهم ماء مقروءا عليه «سؤر المؤمن شفاء» وقف به - الماء - صبي «المطوعة» البنغلاديشي عند باب المسجد ليتبارك الماء بما تجود به افواه المصلين!
كما اننا لم نطلب من الحكومة ان تكون كحكومة اليابان «اللي تستحي» وكلما حدث «بنشر» في عجلة سيارة استقال وزير من وزرائها، وكلما هطل المطر في غير موسمه استقال «عجيريّهم» وتفرغ لحل الكلمات المتقاطعة وليحل احد مقاطعها والذي يقول: اسم بلد مكون من اربعة حروف يشتهر بتصدير النفط واستيراد النكد، والحكومة فيه لا تستقيل حتى لو انقطعت الكهرباء فيه طوال الصيف، بل تروح - بدل الاستقالة - الى الاشادة بمشروع «ترشيد» الذي يضمن انقطاع الكهرباء في الصيف وعودتها في «الربيع» وبما ان عمر الربيع في ذلك البلد، اقصر كثيرا من عمر الورد، فإن الكهرباء عندهم لا تتجاوز اياما قليلة تستطيع الحكومة خلالها ان تستفيد من تلفزيونها لتعلن ان بلادهم «ماكو مثلها» وان سفرة رئيس وزرائها ليست سياحية بل هي لبحث «العلاقات الاخوية بين البلدين»! وايضا نحن لم نطلب من الحكومة ان تعصي اوامر «مجلس الامة» والا تخاف منه، او الا «تشتغل مخلصة معاملات» عند «لجنة الظواهر السلبية»، او «ان تأتي بوزراء» ما يخافون من مجلس الامة والمجلس البلدي ومجلس «صحوة الانبار» وبقية المجالس! لا، بالطبع نحن لم نطلب تلك المستحيلات، بل ان كل وجل ومعظم واغلب ما طلبناه ان تكون حكومتنا «حكومة» وعليها ان تفتش وتستشير «خبراءها» عن «اردى حكومة»، و«تصير مثلها»!!
ذلك ما نطلبه فقط لا غير، فأين المستحيل فيما نطلب؟!