صالح الشايجي
«مارك زوكربيرغ» وكما يبدو من اسمه فإنه بالتأكيد لا ينتمي الى طالبان الافغانية والتي اخذت على عاتقها القتل حتى الموت! ولا هو باكستاني يمشي في شوارع بلاده محملا سيارته مواد متفجرة بغرض تفجيرها في اي تجمع بشري ليقتل نفسه ومن استطاع حصد ارواحهم في ذلك التجمع! كما انه ليس عراقيا ينتمي لفرق القتل في بلاده الجريحة، ولا هو بـ «المجاهد» الذي يبحث كل صباح في خارطة القتل ليلبي نداء القتل ويتوج شهيدا تحتضنه الحوريات السبعون يلعقن دماءه ويسقينه العسل المصفى!
إنما «مارك زوكربيرغ» شاب اميركي كان يدرس في جامعة «هارفارد» الاشهر والأمتن والأقوى، وكان ان أنشأ عام 2004، اي قبل اربع سنوات من يومنا هذا، موقع «الفيس بوك» على الانترنت، وما ان شارف ذلك العام على نهايته حتى بلغ مستخدمو «الفيس بوك» مليون شخص! أما بعد اربع سنوات، اي في عامنا هذا (2008)، فقد بلغ مستخدمو «الفيس بوك» 110 ملايين شخص.
من جانب آخر فقد اشترت شركة «مايكروسوفت» عام 2007 1.6% من اسهم «الفيس بوك» بمبلغ 240 مليون دولار، اما قيمة اسهم شركة «الفيس بوك» الآن فإنها تبلغ 15 مليار دولار! (خمسة عشر مليار دولار)!
هذه صورة اسوقها اولا كإنسان وثانيا كمواطن وثالثا كأب، وأضعها تحت عيون الآباء كلهم ليستلهموا منها ما يساعدهم على تنشئة ابنائهم تنشئة واقعية تنأى بهم عن التشويشات الفكرية والتشابكات العقائدية والعقيدية والتي تصرفهم عن دنياهم التي جعلهم الله فيها ليعمروها، فإذا بفريق كبير منهم يتحولون الى ادوات قتل ودمار، بسبب ما تعرضوا له من غسيل مخ سلب منهم حب الحياة وعمارتها ليحولهم الى قتلة وانتحاريين لا يملكون في الحياة الا رسالة الموت والدمار!
نحن كآباء مجتمعين ألا يتمنى كل واحد منا ان يكون «مارك» ابنه؟! لا بسبب الثراء الفاحش الذي بلغه، بل لأنه خدم البشرية واستخدم عقله وطاقاته الانسانية وحقق رسالة الله بإعمار الأرض؟!
ثم ألا تتمنى حكوماتنا العربية والاسلامية ان يكون «مارك»، مواطنا من مواطنيها؟! ولكن أنّى لها ذلك وهي المساهمة الاولى في غسيل امخاخ مواطنيها من الشبان، وهي التي تزيّن لهم الفناء والموت، وتطلق العنان لـ «مفتي» الموت ومنظريه وشيوخ «الجهاد»؟!