صالح الشايجي
اذا ما حدث اعتداء ذكوري آدمي، ضد أنثى آدمية، خرج صوت ينعق ليحمّل الضحية الأنثى المجني عليها والموجوعة بجسدها واحساسها وشرفها يحمّلها جزءا من ـ أو كل ـ المسؤولية، ويجعلها هي الجانية لا المجني عليها وهي الرامية شباكها والمرسلة سهامها لذلك الصيّاد الجائر والقنّاص الثائر!
أما لماذا يقوم أولئك الغرابيون بتحميل الانثى المعتدى عليها مسؤولية ما حدث لها؟ فلذلك أسباب وعجائب تفتر لها حمم البراكين وتتجمد رؤوس الجبال وتنحدر الصاعقات تلو الصاعقات على رؤوسنا ونحن نسمع التبريرات والمسوّغات والتعلات!
يقولون: لأن تلك الانثى الآدمية المجني عليها، كانت ترتدي ملابس خليعة تشف وتصف وتظهر ولا تخفي! كتفان عاريتان وساقان تلمعان وصدر مزموم ونهد مبروم! وان ذلك الخلق الرباني الجميل هو الذي أغار صدر الوحش الذكري فهمّ بها وألقاها أرضا وراح يفعل فعلته!
هل نحن استفززنا صدام حسين لأننا دولة غنية وديموقراطية ورخيّة وهنيّة ووادعة ومسالمة، بيضاء لا تشوبها شائبة، فهمّ باقتناصنا وبلعنا وهضمنا، لأننا وبملكاتنا الجمالية والكمالية، استفززناه لاصطيادنا، ولو كنا على غير ذلك الحال، لما همّ بنا وأرسل جحافله الجرادية فجر 2/8/1990 لتنشر سوسها وسوادها وخرابها؟!
يا سادتي الغرابيين المتكئين على أرائك السواك، ان الرجل أو الذكر الآدمي، لا يبحث عما ظهر من المرأة وانكشف بل هو في بحث عما بطن منها! وهنا مكمن العلة يا أصحاب العلل!
إن تزينت المرأة وبدت في حلتها الجميلة، فهي حرة أن تمارس حياتها بالزينة والمظهر مثلما يحلو لها، وليس من شأن أحد أن يطلب من أحد أن يكف عن أمر ما، حتى لا يثير حيوانا أو وحشا تستر في جلد آدمي!
هل نقول للناس لا تطبخوا خشية أن يشم جائع رائحة ما تطبخون، فيهم بكم ويُنزل بكم النوازل، لا لذنب سوى أنكم هيجتم فيه غريزة الجوع؟! أو ألا يبني ميسور قصره خشية أن يثير سكان بيوت الدخل المحدود؟!
لماذا محاولة التبرير والتسويغ للجاني في جنايته؟! أولم يتم التعدي على طفلات صغيرات من قبل أولئك الوحوش؟! أولم يتم التعدي على جثث نساء ميتات؟ فما ذنب الطفلة أو الميتة؟ فهل أغوتا المعتدين عليهما؟!