صالح الشايجي
الهمجيون والمنتعلون وجوههم، من عربان هذا الزمان وغربانه، غشيهم فرح مجنون فأضرموا نيرانا وتقافزوا حولها، فعل القردة الموبوءة بداء المخ!
دقوا الطبول وانتشت نفوسهم الهزيلة المهزومة أمام الحياة وإزاء العقل والخابية بعيدا عن نور الحق والحقيقة!
كل ذلك حدث وسيحدث أكثر منه وستتصادم قلوبهم المغلولة بالخواء والصفرة، لأن «صحافيا» عراقيا حذف نعليه باتجاه الرئيس الأميركي «جورج بوش»!
ولعل أكثر أولئك العربان سوادا في القلوب والوجوه والريش الذي يعلو أجسادهم، هم «غربان محاميهم» والذين هبّوا هبّة غوغائية شارعية لتشكيل وفودهم للدفاع عن ذلك الصحافي البائس والذي قام بما قام به وفعل فعلته وكشف سواده، لأنه، ملّ وكَلّ صبره وهو ينتظر النعيم الأميركي الذي حاول مرارا وتكرارا دق أبوابه والدخول إليه، فحيل بينه وبين ذلك النعيم الأميركي، ما حداه على ان يفعل ما فعل! كان ينتظر «الڤيزا»!
ولكن الذين ران على قلوبهم مرض الحقد والصفرة وامتلأت عقولهم بالفراغ وغلّت أيديهم وساد على نفوسهم الجهل وحسد أهل النعيم، التقطوا موقف ذلك الصحافي العراقي التقاطا عشوائيا وحصروه حيث هم يريدون وبما يتناسب مع أهوائهم المريضة الحاقدة على كل من يشق سديم السواد ليرسل لهم بصيصا من نور!
إنها عقلية المهزومين، وإنها روح العاجزين التي تجعل من الأشقياء والخارجين عن القانون والصابئين عن الحق، أسيادا وحملة رماح ومتقدمي صفوف النبلاء في معركة بنوا أحداثها وأقاموا لها الديكورات المناسبة وجاءوا بالنعاج والخراف المسومة والكلاب السائبة الضامرة وبثوها في مسرح المعركة، وكأنها خيل مسرجة مطهمة!
لكم الخيبة يا عربان هذا الزمان وغربانه، مثنى وثلاث ورباع! والحمد لله انني قد برئت من هذه الأمة الخائبة التي تحيد عن الشمس لأنها تخاف النور وتهوى البقاء في القبور.