صالح الشايجي
«الحاجة أم الاختراع»!
هل تصدق تلك الحكمة؟! أنا شخصيا أصدّقها!
فالحاجة إلى شيء ما تحول قدراتك عن بلوغه، تدفعك لأن تتفاءل بتحقيقه يوما ما تتمنى أن يكون قريبا، فإن طال هذا الـ «يوم ما» ولم يتحقق مرادك، فلابد لك من اختراع تحقيقه!
و«الحاجة أم الاختراع» هي التي دعت «حماس» لأن «تخترع» النصر، بعدما شق عليها بلوغه وعجزت عن تحقيقه! إذن ما المانع أن تخترعه وهي بحاجة ماسة إليه وإلى تبعاته وتوابعه!
إن النصر – لا كما يتوهم المتوهمون – مجرد تحرير للأرض أو إيلام العدو وإغراق سفنه الحربية وإسقاط طائراته وإخراس مدافعه وحرق جنوده وسحقهم! لا ليس النصر ذلك ولا تلك توابعه وتبعاته وتداعياته، فالنصر المخترع يشحذ الحناجر وينفخ النار تحت الطناجر ويملأ الجيوب ويسد الخانات الفارغة في الأرصدة البنكية!
قيمة انتصار «حماس» المخترع مليارا دولار – هذا ما ظهر وما أعلن – أما ما بطن فإنه السر الدفين الذي تدفنه الصدور المؤمنة بحنان وتغطيه خوفا عليه من البرد.
قيمة النصر الذي اخترعته «حماس» ألف وخمسمائة روح بشرية غادرت إلى بارئها، وأكثر من خمسة آلاف مجروح أو كسيح أو مرشح للموت السريع على سرير أبيض!
وليس المهم أن تنتصر على الأرض، مادمت قادرا على اختراع الانتصار، والفضل يعود لمن أطلق تلك الحكمة التي جعلت الحاجة «أم الاختراع»!
وأنا أحد المؤمنين بتلك الحكمة، فكلما ضقت ذرعا بمجلس الأمة «اخترعت» حله وصرت أتصرف وكأنني «حر» لا أشكو من ربقة مجلس الأمة، وأعلن حله من طرف واحد، وحتى يقضي الله أمرا كان مفعولا!
وما يحل لي ويحق لنا ككويتيين أن «نخترعه» لماذا نبخل على «إخوتنا المجاهدين» في «حماس»؟ فمن حقهم أن ينتصروا باللسان أو حتى بالقلب بعدما عجزوا عن الانتصار باليد! أليس الاحتلال منكرا يجب تغييره باليد أو باللسان أو بالقلب؟ و«حماس» لا تنقصها الألسن اللسنة، فلماذا لا تغيّر الاحتلال باللسان، مادامت قادرة على ذلك؟!
وصحت ألسنتكم يا «خالد مشعل» و«محمد نزال» و«أسامة حمدان» أما «اسماعيل هنية» و«الزهار» فمازال البحث جاريا عنهما في أنفاق «غزة»!