صالح الشايجي
السعي إلى الديموقراطية الحقيقية والكاملة، هو الهدف الذي يجب أن يسعى إليه المؤمنون بالديموقراطية، وذلك يتأتى من وجوب عدم مشاركتهم – انتخابا وترشيحا – والمساهمة في تجذير الديموقراطية القائمة حاليا أو الديموقراطية المنقوصة التي عرفتها الكويت منذ فجر استقلالها وحتى يومنا هذا والسائرة في طريق التراجع والانكماش والابتعاد الكلي عن الديموقراطية الحقيقية!
إنه من الصعوبة البالغة إيصال هذا الفهم للديموقراطية إلى عقول الناس وبالذات إلى «النخب» الديموقراطية التي تعرف من الديموقراطية صناديق الانتخاب فقط دون أن تتمعن فيما يلي ذلك أو يسبقه ودون محاولة أيضا للبحث في جدية الركائز الديموقراطية والتأكد من وجودها أو انعدامها.
إن المثالب والنواقص في ديموقراطيتنا هي التي تجعلها مصدر أزمات وبلاء لبلادنا وتتسبب في عدم الاستقرار وفي توليد الأزمات وتساهم في إجهاض مسيرة التنمية والتأثير السلبي في ثقافة الناس السياسية والاجتماعية والسلوكية والعقائدية أيضا.
ومع الأسف، فإن خبراءنا الديموقراطيين والدستورييين ومعهم المؤمنون الحقيقيون بالديموقراطية وبالدستور، يضربون صفحا عن تلك المثالب التي تشوب نواب الديموقراطية الكويتية، ويتعاملون معها، يقتربون أو يبتعدون، وينتقدون أو يحبذون على أساس الواقع الديموقراطي المنقوص القائم حاليا، ولا يشيرون إلى تلك المثالب ولا يعيبون هذه الديموقراطية المنقوصة القائمة حاليا.
إن الديموقراطية المنقوصة، هي شر من الديكتاتورية والفردية والحكم الشمولي والذي يتيح للحاكم أو للحزب الحاكم، أن ينفذ سياساته وفقا لمصالح البلاد ودون منغصات أو ازعاجات وإحباطات من الآخرين، وبذلك يتحقق الاستقرار للبلاد، وهذا أيضا ما يمكن أن تحققه الديموقراطية الكاملة والحقيقية، أما الديموقراطية الناقصة فيدلنا على عيوبها ما نحن فيه!