صالح الشايجي
من يتابع القنوات الكويتية الخاصة، هذه الأيام، يعتقد أن الحرب العالمية الثالثة تدق الأبواب بقبضتيها، أو ربما دقت وأفزعت النيام وقاموا ليتحاربوا! وأن الدولار صار بـ «فلس» والدينار «فلسين ونص» و«اليورو» يجيب «خبزتين ونص»! وأن «نتنياهو» اعتزل السياسة واعتكف عند «حائط المبكى» وأطلق لحيته، وتاب وآب وأناب! وان «تشرشل» قد تصالح مع «هتلر»! وان «الصحاف» أصدر آخر كتبه أو «كذبه»، يشرح فيه أسباب أكاذيبه أثناء حرب اليوم الواحد التي احتلت خلالها قوات التحالف العراق بأكملها!
غريب ما تحفل به القنوات الكويتية الخاصة هذه الأيام، وهي تستدرج المرشحين والنواب السابقين والمحللين والصحافيين وأهل الخبرة والدراية ومعهم أيضا أهل الثقة!
القصة أو «الغصة» كلها تتمحور وتتموضع وتتربع، حول ما نحن مقبلون عليه من انتخابات برلمانية ستجري بعد شهر من يومنا هذا!
خير؟! كل أمم الأرض تجري فيها انتخابات، ولكن لا يجري عندهم ما يجري عندنا! والفرق الوحيد بيننا وبين أمم الأرض، ان انتخاباتهم صحيحة وديموقراطيتهم حقيقية، ولكن ما عندنا مجرد عبث و«وناسة» وباب رزق للسائل والمحروم وابن السبيل و«العاملين عليها»!
والكويت – ولله الحمد – ولاّدة لا تتعب من الولادة، وكلما جاءها المخاض فاجأتنا بأنها حامل بـ «عشيرة» كاملة، وبفيالق مدججة بالمواهب، لذلك لم تحس تلك القنوات بشح في المواهب «الإعلامية» المميزة التي تدير الحوار السياسي، مثلما تدير ذات الرحى رحاها، وتجرش جرشها و«جريشها» و«هريسها»!
والحمد لله أنه ليس عندنا «مخزون نووي» ولا نملك الشفرة النووية، وإلا لكنّا فجرنا الحرب العالمية السابعة عشرة! ولكن الله ستر وسلّم، وليس عندنا سوى «نبابيط» لتحرير القدس!