Note: English translation is not 100% accurate
الفرص الضائعة
الثلاثاء
2006/11/28
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
صالح الشايجي
قدرة الناس على التغلغل والانتشار وسط الساحة السياسية والاحتكاك بصناع القرار والتأثير بهم، هي أمر محمود ومطلوب ولابد أن يتحقق، وإن لم يكن موجودا أو غير متحقق فلابد من الدفع اليه، حتى تتأكد روح المشاركة وجماعية القرار، لأن الناس بالتالي هم من ستقع عليهم تأثيرات هذه القرارات، سواء كانت تأثيرات سلبية أو إيجابية.
وهذا التغلغل وكذلك الانتشار متحققان في مجتمعنا، ونجد أن الشأن السياسي لم يعد شأن النخبة أو الصفوة من الناس، بل إن الجميع متدخلون بالشأن السياسي ومنتشرون وواصلون لأصحاب القرار، وآراءهم تصل واختلاطهم بالسياسيين يتحقق على أعلى الدرجات، وزراء أو أعضاء المجلس النيابي أو غيرهم من أصحاب الشأن.
إذن أين تكمن المشكلة التي تتمثل في حجم التراجعات الهائل واحتدام الوضع السياسي والتأزيم الدائم وتعطل مصالح الناس وتأخير المشاريع التنموية وما الى ذلك..؟!
ان المشكلة برأيي تكمن في غياب مفهوم «الاحتراف السياسي» فهذه الفرص المتاحة للناس للتعبير عن آرائهم سواء في الصحافة أو في الدواوين وفي الندوات العامة وسهولة الالتقاء بصناع القرار وأهل السياسة، لا يرافقها «احتراف سياسي» وليست مشمولة بفهم الادوار التي يقوم بها رجال السياسة ولا كيفية ايصال الافكار اليهم وصياغتها بالصورة التي يخرج معها الرجل السياسي بفهم عام وبتثمين لأدوار أولئك الناس.
بل ان جل ما يحدث هو أن يقتنص أولئك الناس فرص ايصال أصواتهم ومطالبهم من رجل السياسة بجملة من الطلبات الخاصة والفردية والطموحات المحدودة الخاصة بالفرد الطالب نفسه، وليست هناك مطالبات لها صفة العمومية التي تخرج البلاد من أزماتها وتهيئ الفرصة للناس ولأصحاب القرار أيضا لأن يلتفتوا الى أعمالهم ويؤدوا أدوارهم المطلوبة منهم، كي يتحقق البناء والانجاز.
ونحن أمام أمرين إما أن يقطع رجال السياسة علاقاتهم بالناس فلا يلتقون بهم في محفل عام أو خاص، أو أن تتطور أفكار الناس وتكون قادرة على إيصال الفكرة السليمة والصحيحة وذات الإطار الشمولي لا الخاص.
اقرأ أيضاً