صالح الشايجي
سامح الله «مسلّم البراك»، «علّمهم الشحاتة، فسبقوه على الأبواب»!
«مسلّم» ذو حنجرة قوية صداحة، وقادر على التعبير عما يريد قوله، مشفوعا بثروة لغوية وبأفكار منظمة، ويستطيع التحكم في نفسه، وتقطيعه للجمل جيد، فلا يرتبك ولا تلتبس عليه الأمور، بما يعني أنه خطيب مفوّه ورجل ينسجم مع موقفه.
تميُّز «مسلّم» أغرى بعض شبان مجلس الأمة ممن التحقوا بعده بالعمل البرلماني، أغراهم بتقليده وتقفّي خُطاه في الخطابة واستعمال آلة الصوت، ولكنهم – مع الأسف – أخفقوا وبدوا كـ «زرازير» على شجرة، أو كضجيج «سوق الصفافير»! تسمعهم وكأنك تسمع قرقعة «تنَك»، لا تساعدهم أصواتهم الضعيفة الواهنة، ولا تعينهم لغتهم الفقيرة، ويصرخون حيث لا موجب للصراخ، ظانين ان الصراخ والزعيق، هما ما يلفت أنظار الناس ويجلب إعجابهم وتصفيقهم!
الخطابة فن له قواعد ومدارس وأصول وملكات صوتية، وليست سبيلا سهلا للمتمرنين والهواة ومحاولي لفت الأنظار.
إنه حضور فكري وتنظيم أفكار وتسلسل متناغم، فضلا عن مقدرة لغوية وثقافة ومعرفة ودربة على الإلقاء وتقطيع الجُمل وأين يعلو الصوت وأين يهبط!
أمير الشعراء «أحمد شوقي» وهو من هو في العبارة والمعنى واللغة والفن الشعري والقدرة على البيان واختلاق الصور الشعرية والمعاني والأخيلة، ورغم ذلك عُرف عنه أنه لم يُلق ولو لمرّة واحدة قصيدة من قصائده إلقاء منبريا، بل كان يعهد بذلك إلى أحد أصحاب المواهب والقادرين على الإلقاء!
فأرجو من الإخوة شبان المجلس، التواضع والتخلي عن تقليد «مسلّم»!