صالح الشايجي
عجبت لخال يعبد النار دائماً
بخدك، لم يحرق بها وهو كافر
وأعجب من ذا أن طرفك منذرٌ
يُصدّق في آياته وهو ساحر
هذا ما عجب له الشاعر، أما أنا المواطن الكويتي فعجبت لمن يتكلم عن «الكويت» بلدي وبلده «المفترض» وكأنها وليد خدِيج في حاضنة، أو طفلة في رياض الاطفال، مرددا ببلاهة «بلدنا الحبيب»، «ديرتنا الحبيبة»، «بلد الخير» وما الى ذلك من عبارات ساذجة غبية، وكأنه وصحبه غير مدركين أن الكويت أكبر منا جميعا، وانها دولة مكتملة الاركان ولا يجوز التعامل معها بمثل هذا التدليل الساذج والغبي والاستغلالي البشع!
هذا عجب، وأعجب منه ان يتحدث بعض مرشحي مجلس الامة عن حبهم للكويت! ليس عجبا يا سادتي ان تحبوها أنتم، بل العجب أن نحبها نحن ممن لم نرضع ضرعها، ولم ندق ابوابها لاغتناء أو اكتناز أو تملق أو تسيد، أما انتم فليس عجبا ان تحبوها وقد منح المجلس بعضكم وسام المجد وفتح مصاريع خيرها بين أيديكم وقال لكم اغرفوا ما شئتم! فهل من عجب أن تحبوها؟ أم العجب أن نحبها نحن؟!
وأعجب من العجب ان «الديموقراطيين» الكويتيين سيتوجهون يوم السبت المقبل، لاختيار ممثليهم وممارسة حقهم الديموقراطي! وهنا أريد أن أسأل المتحمسين للديموقراطية ولانتخابات السبت المقبل: هل بين من ستنتخبونهم أحد رفع شعار إلغاء القوانين اللاديموقراطية واللادستورية المعمول بها في البلاد كنتيجة لموافقة مجلس الامة عليها؟! هل من الديموقراطية وجود قانون يمنع الاختلاط الجامعي بين الجنسين؟! وهل من الديموقراطية وجود قانون هازئ سخيف للحفلات يجعل لها ثلاثة عشر ضابطا؟! وهل من الديموقراطية ان يقيد عمل المرأة؟! هل هذه القوانين وغيرها من الديموقراطية؟! هل تجرأ أحد من المرشحين ليرفع شعار إلغاء جميع القوانين المخالفة للديموقراطية وللدستور حتى تتقافزوا وتتدافعوا بالمناكب يوم السبت المقبل لانتخابه ولإنجاحه؟! أم أن الديموقراطية بنظركم انجاح فلان صاحبكم والقريب من افكاركم دون ان يكون لديه مشروع تغييري أو اصلاحي ينسف القائم من القوانين ويغير الوضع البائس والمخجل؟!
فيأيها الكويتيون جميعا، وانتم اصحاب القرار، وأنتم راسمو مستقبل بلادكم وعيالكم، فكروا مليا فيما تفعلون، انه مصير بلادكم لا مجرد هوى يهوي بكم وببلادكم ان تركتموها تسير الى ما هي غادية اليه.
فهل تتعظون؟ وهل أنتم ديموقراطيون فعلا؟ وهل من ستنتخبونه ديموقراطي؟!