ليس من وصف يليق بزمننا هذا سوى أنه زمن ضبابي، وربما هو وصف مخفف مرقق.
زمن أصعب ما فيه الوصول الى حقيقة ما يجري من أحداث يومية ترسم حياتنا وتقرر مصائرنا ـ لا نحن فقط على مستوى الأفراد ـ بل على مستوى الأوطان ومستوى الأمم والأعراق.
في حديث قديم متلفز للسيد حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية في شطر من آخر عهد جمال عبدالناصر وشطر من حكم الرئيس حسني مبارك، يقول فيه إن اليهود هم الذين سينشؤون دولة الخلافة الإسلامية!
تاريخ هذا الحديث يعود الى عام 1999 وذلك في شهادته على العصر لقناة الجزيرة!
حين سمعت منه هذا الكلام في وقتها لم أستقبله بارتياح ولم آخذه على محمل الجد أو التصديق بالطبع، وقلت إن الرجل بخلفيته الإسلامية وعدائه الواضح لإسرائيل إنما يريد الاستهزاء بإسرائيل واستفزاز الناس ضدها، رغم أنه انطلق بحديثه ذاك من معطيات وقياسات معينة لم تركز في ذهني لرفضي واستهانتي بحديثه آنذاك.
هذا الحديث سابق لأحداث 11 سبتمبر 2001 التي جرت في أميركا، وقبل تمدد القاعدة وبروز نجم بن لادن على مسرح الإرهاب الدولي، وبالتأكيد قبل «داعش» وبقية التنظيمات الإسلامية.
وهذه الأيام يتم تداول شريط يتحدث فيه مختصون ومحللون ومقربون من دوائر صنع القرار على مستوى العالم، ويحوي معلومات خطيرة مفادها أن أكثر إن لم يكن جميع قادة وزعامات التنظيمات الإسلامية المتشددة، هم من اليهود!
ولا يكتفي المتحدثون بالقاء أسماء أولئك القادة والزعامات بل يأتون بأسمائهم الحقيقية وتواريخهم وصور تبين مراحل حياتهم في فترات مختلفة وقبل نشوء تلك التنظيمات وكثير من المعلومات والتفاصيل التي لست بصدد الخوض فيها هنا. ولكنما أردت أن أقف في المنتصف من مثل هذه المعلومات
فلا المصدق بها ولا المكذب لها، ولا حتى أكتب مروّجا لها وداعيا الى تصديقها، بل لتثبيت القول بأننا نعيش زمن الضباب الذي يحجب عنا كل شيء ولا نرى فيه شيئا حقيقيا، نرى شيئا ونسمع عكسه، أو نسمع شيئا ونرى عكسه.
أعيد ـ فقط ـ الى الأذهان قصة «أمين ثابت» أو «ايلي كوهين» الذي كاد يكون وزيرا لدفاع سورية قبل حرب 1967 وهو جاسوس إسرائيلي تم كشفه في اللحظة الأخيرة!
[email protected]