Note: English translation is not 100% accurate
الاحتلال «الحميد»
الاثنين
2006/12/18
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
صالح الشايجي
الذهنية العربية قائمة على الخوف ورفض الجديد بسبب عدم قدرتها على التفاعل معه والاستفادة منه.
تذكر لنا كتب التاريخ الجديد او شبه المعاصر، ان الاقوام العرب رفضوا اساليب التعليم الحديث ورفضوا العلوم الحديثة وشككوا كثيرا بالنظريات العلمية واعتبروها كفرا، وقد باتت الان من المسلمات.
الذهنية العربية الخائفة والوجلة والمترددة هي التي سعت الى التحرر من الاستعمار، دون ان تملك مشروعا بديلا لمشروع الاستعمار، ودون تمكنها من ادارة شؤون الحياة.
طلبت التحرر من المستعمر وناضلت من اجل ذلك رغم شح القادرين على تسيير امور الحياة ونقص الكفاءات البشرية، في الادارة والطب والتعليم والهندسة وبقية امور الحياة التي يقوم عليها المجتمع، فلما تحررت وقعت في مأزق الادارة وتسيير دفة أمور السياسة وشؤون الحكم ومتطلبات الحياة والخدمات العامة.
هذا المأزق هو المناخ الذي تولدت فيه الديكتاتورية العسكرية العربية، او ما يسمى بـ «النظم الثورية العربية» التي تسلقت سلما وهميا من اجل تعمية العيون وصرف عواطف الشعوب العربية وافكارها عن النقص الهائل في الخدمات الذي سببه خروج المستعمر، هو «الثورية» و«محاربة الاستعمار» و«الاستقلال» و«التحرر» رغم ان من كان يطلق مثل تلك الشعارات، هم زعماء وطنيون يحكمون بلادا مستقلة ومستعمرها قد رحل!
اذن ما جدوى الكلام في «التحرر» و«الاستقلال» وغيرهما من شعارات جاءت كبديل عن نقص وعجز واضحين في الطبقة الحاكمة التي تسلمت حكم بلدانها بعد تحررها من المستعمر؟!
هذه الذهنية تستمر الآن وبوضوح شديد، ونراها في اوضح تجلياتها في العراق، هذا البلد المنكوب على مر التاريخ الحديث ومنذ نصف قرن تقريبا، بالدماء والسجون والمعتقلات والعنف وبحكام ديكتاتوريين توجهم صدام حسين بتاريخه الملطخ بالدم والرعب والخوف والجوع، فلما جاء الاميركيون محررين او محتلين «حميدين» من اجل ازالة نظام صدام الديكتاتوري واحلال نظام ديموقراطي بديل، يساعدون فيه العراقيين على دخول العصر الحديث وتدخل بلادهم معهم نعيم الحرية، قابلوا هذا الاحتلال «الحميد» بما قابلوه من عنف وتفجير وارهاب، تحت ذريعة تحرير بلادهم من الاميركيين، تغذيهم في ذلك ثقافة عربية عجفاء وعقيمة وألسنة عربية حاقدة ونفوس طماعة لا تشبع من زخارف الدنيا، لجمع الاموال بالملايين من السذج بحجة محاربة المحتل، بينما هي تزيد ارصدتها في البنوك وتصرف النزر اليسير من تلك الملايين على التفجيرات والارهابيين والانتحاريين!
واذا كان الاميركيون يسألون لماذا يكرهنا العرب؟ فاننا نجيبهم ليس لأن العيب بكم، بل ان العيب في العرب، لما سبق من اسباب.
اقرأ أيضاً