هي صورة شديدة القتامة والوحشية من صور ازدراء الأديان.
حاول معزون تقديم واجب العزاء لزميل لهم في وفاة أمه، وكان العزاء مقاما في أحد مساجد بيروت، وقبل أن تخطو أقدامهم خطواتها الأولى داخل المسجد، تصدى لهم أحد الموجودين من أهل العزاء ومنعهم من دخول المسجد وتقديم واجب العزاء!!
أما السبب وراء ذلك المنع التعسفي واللا انساني، فهو لكون هؤلاء المعزين يعملون في الصليب الأحمر اللبناني وقد جاؤوا إلى العزاء مرتدين الزي الرسمي لوظيفتهم، وعلى صدر هذا الزي إشارة على شكل صليب!!
وإشارة الصليب تلك هي التي حرمتهم من القيام بواجبهم في تعزية زميل لهم!
من قام بالمنع هو ضحية سهلة من ضحايا الارهاب الفكري باسم الدين، فقد فسر دينا كاملا تدين به امة قوامها يفوق المليار من البشر، على هواه وحسب فهمه الضيق ورأى حرمة دخول إشارة الصليب الى المسجد في فتوى فورية آنية لحظية، لم يرجع فيها إلى رأي ولا مرجع، سوى ما تم شحن رأسه به من ثقافة كراهية الأديان الأخرى ومعاداتها وازدرائها.
هو في الحقيقة لم يهن الديانة المسيحية ولم يزدرها وحدها، بل قبل ذلك هو ازدرى دينه الاسلامي وأهانه، من خلال إظهاره كدين متطرف كاره للديانة المسيحية ورافض لمعتنقيها، ثم كيف قرر هو وفي لحظة جواز ذلك من عدمه، ومن أفتاه في ذلك غير قلب مريض وعقل سقيم ونفس كارهة.
هل من حق أحد ما أن يحمّل دينه ما ليس فيه، إلا كاره لدينه وجاهل فيه وعدو له.
وهذا ما فعله ذلك المسلم حارس الاسلام على بوابة ذلك المسجد البيروتي.
ورغم ما تقدم فأنا لا ألوم ذلك الغر الجاهل، ولكنما اللوم يتوجه إلى من غذاه وشحنه وقدم له دينه على هذه الشاكلة الشائهة المشينة.
وحدث هذا في لبنان وليس في بلد عربي آخر، في لبنان حيث المسيحية التي غذت العرب وحافظت على هويتهم العربية المسلمة وحفظت لسانهم العربي من العجمة فأنارت دروبهم بكتب القساوسة المسيحيين اللبنانيين ومعاجمهم ومراجعهم التي لولاها لضاعت لغة العرب ولتعجمت ألسنتهم.
هل يحق لذلك الغر الجهول أن يفعل ما فعل؟
إن أقدام المسلمين كلهم يجب أن تطأ رأس ذلك الجهول.
وعذرا إخوتي المسيحيين، ومثلكم يعذر.
[email protected]