ما يحدث في تركيا يجعلنا نتمنى ومن باب الحب لتركيا تكرار السيناريو المصري المتمثل بثورة 30 يونيو 2013، بحيث يخرج الشعب التركي في ثورة عارمة تهز أركان «أردوغان» ونظامه ويتدخل الجيش لحماية الناس والبلاد وعزل «اردوغان» والعودة بالبلاد إلى سابق عهدها.
في أعقاب فشل الانقلاب عليه، تغول «اردوغان» كثيرا، فإذا ما تجاوزنا إجراءاته القمعية في حق من شاركوا بصورة مباشرة في الانقلاب وهم حفنة من العسكر، فسنجد أن يده امتدت إلى البيوت الآمنة فهددتها وقوضت أركانها وشتت شمل أهلها.
لقد بلغ عدد ضحاياه من المدنيين مئات الآلاف ممن صرفهم من أعمالهم من خلال الاشتباه بهم وبعدم موالاته وبزعم وقوفهم في صف غريمه «غولن»، وهذا أمر لا تقدم عليه حتى النظم الديكتاتورية القمعية وربما نستثني منه «كوريا الشمالية».
وإضافة إلى ذلك قام أردوغان بإغلاق ثماني عشرة قناة تلفزيونية وثلاث وكالات إخبارية وثلاث وعشرين محطة إذاعة وخمس وأربعين صحيفة وخمس عشرة مجلة!!
وفي محصلة حسابية فإن أعداد الضحايا بين ضحايا مباشرين وغير مباشرين هي بالملايين، وهناك ملايين أخرى لم تكن من بين الضحايا ولكنها ترفض هذه السياسات القمعية الديكتاتورية، وهذه الملايين ستكون أيضا وقودا لثورة محتملة تعيد البلاد إلى جادة الصواب، بعدما ابتعد بها «اردوغان» ونقلها من حال ديموقراطية آمنة، إلى بلاد يقبض عليها بكلتا يديه.
إن تكرار السيناريو المصري هو أفضل ما نتمناه للشعب التركي الصديق، فهو سيناريو نظيف سلمي خال من الدم، مارس فيه الجيش دوره الوطني والانساني ووقف في صف الشعب وعصى أوامر الحاكم الطاغي.
وبالتأكيد فإننا لا نتمنى ولا نفضل وقوع سيناريو آخر يتمثل في انشقاق الجيش والقوى الامنية بين موال للنظام وبين مدافع عن الشعب في حال قام الشعب بثورته استردادا لحقوقه ومكتسباته الديموقراطية والوطنية ولاسترداد بلاده من قبضة «اردوغان».
إن انشقاق الجيش ووقوف فصائله في وجوه بعضها، هو ولا شك أمر خطير ومخيف يؤدي إلى حرب أهلية طاحنة ومخيفة، ولن تكون تركيا وحدها ضحية لها بل إن نارها ستطاول أجزاء كثيرة خارج الأراضي التركية، وذلك ما لا يتمناه أحد إذا ما استثنينا الاخوان المسلمين.
[email protected]