صالح الشايجي
لاول مرة يتحول منصب رئيس الوزراء الى مركز اهتمام ومحل تجاذب او تنافر بين الفرقاء السياسيين والمنضمين للجوقات السياسية من كتاب الصحافة والمنضوين الجدد تحت سقف الصحافة الكويتية والذين ـ ربما ـ دخلوا تحت سقفها للتحلق حول هذا المنصب اما مدحا او قدحا.
صار منصب رئيس الوزراء محلا لتقييم الكاتب، فإن امتدحه او اشار اليه باستحسان او رضا، او حتى اثنى على منقبة حكومية شاردة وضالة وخرجت عفويا ودون نية ولا سبق ولا اصرار، صار هذا الكاتب ـ لو سولت له نفسه فعل ذلك ـ خائنا ولا وطنيا ومرتزقا.
اما اذا كان الكاتب من الصف المضاد فإنه في هذه الحالة يكون قد لبس حلة الوطنية وعَرَض بسيفها اللماع.
اما نحن الذين نرى بأعين مفتوحة على الدوام، ما يتيح لنا ان نرى الحسن والسيئ والجيد والرديء، والخالون من مواقف مسبقة لا عدائية ولا رضائية فنفرح لخير ونبتئس لشر، نثني حينما نجد ما يستحق الثناء، ونهجو حين يصدر من الحكومة ما يستحق الهجاء، فلا دور لنا ولا تقييم ونحن في نظر المتحاربين اولئك ناس على الهامش، لا نحرك آسن المياه ولا نشرب صافيها، وربما لا نستحق ادنى درجات الوطنية ولا حتى المواطنة.
بالتأكيــــد ان ذينــــك الفريقـــين المتحـــاربين والمختلفـــين حـــول سمـــو الرئيس والذين ينظـــرون اليـنـــا نظــرة دونية تزدرينـــا وتجردنــا مـــن كـــل قيمة وتخلـــع عنـــا كل علاقـــــة بهـــذا الوطن، لن يستمعــــوا الى نصائحنــــا بالكــف عن جعل منصــــب سمـــو الرئيــــس هدفا ودار حرب وغنيمـــة او كالشـــرف الرفيـــع الـــذي لا يسلـــم مـــن الاذى.. حتى يــراق على جوانبـــه الــدم.
ولا اظن انهم سينتهون حين نقول لهم ان طفولتهم السياسية وحَبْوهم على سطح الكتابة لا يخولهم لعب هذا الدور! والنصيحة الاهم عودتهم الى احضان امهاتهم.