في مقابل نشوء حركات إسلامية متطرفة كالقاعدة وداعش وما بينهما، هناك حركة إسلامية تنويرية تصحيحية، تسعى إلى تنقية الموروث الإسلامي مما شابه وسطرته كتب الأقدمين.
هذه الحركة التنويرية هي ليست بنت اليوم ولن تكون بنت غد، بل هي مستمرة.
ولقد حدثت صراعات كثيرة على مدى التاريخ الإسلامي بين المتشددين والمستنيرين، بين الذين لا يؤمنون بوجود العقل أو أهميته في الجانب العقدي، وبين من يرى إعمال العقل والركون إليه، لأن «المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف» كما ورد في الحديث، والعقل قوة لا ضعف ولا رخاوة.
رموز الحركة التنويرية الحالية الذين أعرفهم هم اسلام بحيري واحمد عبده ماهر ومحمد عبدالله نصر وهم جميعا من مصر، وربما سبقهم احمد صبحي منصور وفي جانب تنويري آخر «نصر أبو زيد».
تتركز تحركات هذه المجموعة على التفتيش في كتب الأقدمين والتي تدرس لطلبة مدرسة الأزهر وجامعته والتنبيه إلى ما تحتويه تلك الكتب من تلفيقات ومدسوسات لا تتفق مع العقل ولا مع صحيح الدين، متوسلة راجية المسؤولين حذف تلك الشوائب وعدم إلصاقها بالدين لاسيما وأنها تدرس لصبية وفتيات في سن البلوغ والمراهقة، وتربويا لا يجوز تدريس مثل تلك المواد على افتراض صحتها لمن هم في مثل هذه السن المضطربة، فكيف إذن وهي مدسوسة وغير صحيحة.
المتشددون والرافضون لهذه التحركات التنويرية والتنبيهية، ينظرون بعداء بالغ للتنويريين بلغ حد أنهم زجوا برمز هذه المجموعة «إسلام بحيري» في السجن بعدما لفقوا له تهمة ازدراء الاديان وكيفوها بحيث يقر في يقين قاضي الدعوى صحتها، وهو ما حدث بالفعل وتم ايداع «بحيري» السجن.
أما السؤال الواجب الطرح فهو، ما الذي يضر هؤلاء المتشددين فيما لو تم تنقية كتب الأقدمين الاسلامية وتنقيحها ورفع المخالف وغير الصحيح والمنافي للعقل والايمان منها، وإبقائها ناصعة من غير سوء ومن غير ما يحرف المسلم عن دينه؟!!
ما هي مصلحة هؤلاء في إبقاء المدسوس والمزور والملفق في كتب الأقدمين وجعلها من لب الدين وصحيحه؟!
أنا شخصيا لا إجابة لدي، فمن منكم لديه إجابة!
[email protected]