لا أدري كيف أصف أو أشرح وقع هذا الخبر علي حين سمعته أول مرة من صديق وحاولت التأكد من صحته من أكثر من مصدر وصديق في دول مختلفة، وكانت الإجابات كلها ـ مع الأسف ـ تؤكد صحته!
هذا الخبر الصاعقة يقول: إن ما يسمى بـ «المدارس الإسلامية» في أوروبا ودول القارة الأميركية يمنع فيها تدريس الموسيقى!
ولا علم لي إن كان هذا المنع متحققا أيضا في جميع الدول غير الإسلامية، وإن كنت لا أستبعده.
سبب صدمتي وما انصبّ على رأسي من أهوال تقارعها أهوال، هو تغلغل الفكر الجاهل الجاحد الرديء الميال إلى الخشونة في الحياة وإلى ظلامها وسوادها وبشاعتها، إلى دول النور والحرية والعلم والفن والجمال وكل قيم الخير والسلام.
أنا لا يعنيني من أنشأوا تلك المدارس، فهم حصاد مال ليس في همهم لا علم ولا دين، ولكن ما يثير غضبي هو سماح تلك الدول بحدوث مثل هذا الأمر ومنع الموسيقى المهذبة للأرواح وإسعادها وملئها بالجمال، في مدارس تقع في أراضيها وتحت إشرافها.
ثم ما هي نظرة تلك الدول إلينا وإلى الإسلام كدين، إذا كان أصحاب تلك المدارس ومن يمولهم أو يعلفهم، أوصلوا لتلك الدول أن تدريس الموسيقى حرام في الإسلام!
سؤال إلى كل أولئك المنافقين الدجالين أعداء الدين وإلى الدول التي تمولهم، أليس في كل دولة إسلامية سلام ونشيد وطني تعزفه فرق موسيقى الجيش أو الشرطة أو بقية الفرق؟! تلك الأناشيد تعزف بآلات موسيقية أم بالسيوف والخناجر والطناجر والقدور؟!
وأليست تلفزيوناتكم وإذاعاتكم وهي بالآلاف، تصدح ليل نهار بالغناء والموسيقى، بل وبالمقززات وبالكاسيات العاريات المائلات المتموجات المترجرجات؟ إذن لماذا تحرمون أجيالا قادمة من أبنائكم وبناتكم من تعلم الموسيقى، ألستم بذلك تستبدلون بالحلال حراما، وبالجمال قبحا؟!
ثم إني أستغرب من أولئك الأهالي وأولياء الأمور الذين تركوا بلادهم ومواطنهم الأصلية واستقروا في الغرب، كيف أنهم ما زالوا يحملون في أنفسهم بقايا هذا التخلف والنكوص الى الوراء، فإذا كانوا شديدي الاعتزاز بعاداتهم وتقاليدهم، فلماذا لم يبقوا في أراضيهم وبلدانهم يرعون إبلهم ويحلبون شياههم؟!
قبحتم أيها الفاجرون!!
[email protected]