السيرة الذاتية للرئيس الفرنسي الجديد «إيمانويل ماكرون» تدل على أننا أمام رئيس استثنائي بكل المقاييس، لا على مستوى فرنسا وحسب ولكن على مستوى رؤساء العالم.
فهذا الرجل المولود أواخر عام 1977 تولى مناصب قيادية ومصرفية وعمل في السياسة وصار وزيرا وأسس حزبا ثم توج تلك المسيرة الناضجة المثمرة برئاسة دولة عظمى باعثة النور إلى عيون العالم، وعمل كل ذاك قبل أن يتم عامه الأربعين.
فالعالم اليوم إذن أمام رئيس استثنائي وقائد تاريخي ربما ساهم في تغيير وجه العالم المعاصر وربما خطا ببلاده فرنسا خطوات هائلة إلى الأمام، بل إنه وعد بالاهتمام بأوروبا ككل من خلال تقوية منطقة اليورو.
وواضح أن الرجل غير أنه صادق فهو قادر على تحقيق وعوده التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية أو حتى بعد توليه مقاليد الرئاسة.
ومما استوقفني في أحاديثه أو وعوده التي أطلقها أول توليه الرئاسة قوله «إنه سيعيد الثقة للمواطن الفرنسي وسيجعل صوت فرنسا مسموعا»!!
أعتقد أن مثل هذا القول أو الوعد لا يستوقفني وحدي ولا يلفت نظري وحدي ولكنه يستوقف كل مواطن في دولنا العربية ومن سار معنا في كوكب التخلف، من بقية الدول.
لم نعهد فرنسا يوما دولة متخلفة أو فاشلة أو فقيرة أو ديكتاتورية أو أن ميزان العدل فيها مختل وأن الفساد ضارب أطنابه فيها.
هي ليست كذلك أبدا ولكن دولنا نحن هي التي كذلك، فرنسا مازالت رغم الإرهاب الذي جرى فوق أراضيها مشعل الحرية والنور في العالم ولم تتراجع خطوة واحدة عن مبادئ الحرية والعدالة، ولم يدفعها الإرهاب إلى التقوقع أو مد يد البطش.
وفرنسا قدمت أكثر من رئيس لها إلى المحاكمة بسبب تهم التربح والفساد، بينما تقصر أيادينا عن بلوغ مسؤول صغير فاسد ولص ومرتش ومتربح ومتكسب، حتى بات الفساد عندنا سمة من سمات بلداننا.
إذا كان هذا هو وضع فرنسا المشرق والأمين ورغم هذا فإن الرئيس سيعيد الثقة للمواطن الفرنسي وسيجعل صوت فرنسا مسموعا!! فماذا نقول نحن في بلداننا!!
لا نقول سوى «اللي شبكنا يخلصنا»!!
[email protected]