هل المجرم الذي قتل أربعة وعشرين مسيحيا مصريا في مدينة المنيا المصرية يوم الجمعة الأخير ونحن على أعتاب شهر رمضان، هل هو فعلا قاصد قتل ناس مسيحيين!!
طبعا لا لم يكن هدفه أو هدف من زج به في دائرة الدم والموت قتل مسيحيين، ولكن القصد هو قتل ناس مصريين في مصر!!
ذلك باختصار هو الهدف، والدليل أن من يقتلون من المسلمين المصريين أكثر بكثير ممن يقتلون من المسيحيين المصريين. وهذا ما تدلنا عليه الأخبار المتواترة والواردة من مصر، فمن يقتلون من الجيش المصري أو من القوى الأمنية المصرية عامة هم كلهم أو معظمهم مسلمون، وأيضا ضحايا الحوادث الإرهابية لا يتم انتقاؤهم حسب الهوية الدينية، بل إن المهم عند مخطط العملية أو منفذها هو حدوثها في مصر وضد مصريين بغض النظر عن الهوية الدينية للضحايا.
لا أقول ذلك لطمأنة الإخوة المسيحيين ولا من أجل تعميم الجريمة وعدم حصرها بهوية منفذها، ولكن هذا هو الواقع فبينما يتم تحديد هوية الضحايا اذا ما تم التفجير في كنيسة أو في تجمع للمسيحيين، لا يتم ذلك التحديد اذا ما كانت العملية الإرهابية تقع في مكان عام لا هوية محددة تجمع الموجودين فيه، لذلك يبرز الحدث ويكبر إذا ما تم في مكان محدد الهوية.
وأقول ذلك حتى لا ينجرف إخوتنا المسيحيون إلى ما لا يجب أن ينجرفوا إليه وهو تفكيرهم بأنهم مستهدفون بسبب اختلاف هويتهم عن بقية المكون الشعبي المصري، ولا أقول ولا أحذر من الانجرار إلى الفتنة الطائفية ليقيني التام بأنهم لن ينجروا ولن يفتنوا ولن يكونوا ضحايا فتنة طائفية لأنهم مدركون حقائق الأمور ويعلمون بأن المستهدف بلدهم بمسلميه قبل مسيحييه، ذلك ما يدركه الاخوة المسيحيون تمام الإدراك ويعونه ويعلمونه، ولهذا فإن خوفهم هو على بلدهم لا على أنفسهم كمسيحيين، وهم يدركون أيضا أن من يلاحقهم بالقتل، قتل مسلمين قبلهم.
ومن السفاهة أن نظل نلوك عبارات جاهزة معلبة عن أن أولئك الإرهابيين يقومون بعمليات القتل تلك طمعا بالجنة وحورها.
إنها شهية الدم وحدها المسيطرة عليهم، لا إيمان بالجنة ولا بحورها.
[email protected]