[email protected]
أنهت السيدة العربية المقيمة في إحدى دول الغرب أشغالها وعادت إلى بيتها وانصرفت إلى تخليص شؤون البيت.
وبينما هي كذلك فوجئت بمن يدق جرس الباب فتوجست خيفة من هذا الطارق المفاجئ، ولم تتعود أن يطرق أحد بابها فجأة ومن غير موعد.
مضت إلى الباب بنوع من الاضطراب والقلق والتوجس، ونظرت من العين السحرية قبل أن تفتح الباب لترى رجلي شرطة، فأحست بالطمأنينة من ناحية ومن ناحية أخرى زاد تشككها، فماذا فعلت كي يقرع بابها رجلا شرطة.
فتحت الباب لتجد الشرطيين أمامها يبتسمان لها:
صباح الخير سيدتي..
وبمزيج من الاضطراب والهدوء أجابتهما: صباح الخير.
أشار أحدهما إلى السيارة الواقفة بمحاذاة البيت: هل هذه السيارة لك يا سيدتي؟
نعم إنها سيارتي..
وهل أنت التي كنت تقودينها قبل عشرين دقيقة في الطريق رقم كذا؟
أجابت وهي ما زالت في ذهولها: نعم لقد كنت في ذلك الطريق في الوقت الذي ذكرته.
هل أنت بخير سيدتي؟
فانفرجت شفتاها عن ابتسامة متسائلة مستغربة: نعم أنا بخير وكما ترياني فأنا لا أشكو من شيء أبدا..
هل أنت متيقنة بأنك لست في حاجة لمساعدة طبية؟ ألست في حاجة لأن نطلب لك سيارة إسعاف؟
زاد استغراب السيدة مما تسمع فقالت: أبدا أبدا لا أشكو من شيء، ولكن اسمحا لي أن أسألكما.. وقبل أن تلقي سؤالها استأذناها أن يتما كلامهما ثم من حقها أن تسأل.
تفضلا..
من حقك أولا أن تعرفي سبب مجيئنا وطرقنا باب بيتك وفتح هذا الحوار معك..
نعم وهذا ما كنت أريد أن أسأل عنه.
سبب مجيئنا يا سيدتي هو الاطمئنان عليك ومساعدتك فيما لو كنت في حاجة لمساعدة من أي نوع، فلقد رصدتك كاميرات الطريق الذي كنت تسيرين فيه وأنت تبكين بشدة
نعم.. فعلا كنت أبكي..
وجئنا لنطمئن عليك ونعرض عليك المساعدة خوفا من أن تكوني في حاجة إلى مساعدة، ولتنبيهك إلى خطورة البكاء أثناء القيادة.
شكرتهما بشدة وانصرفا مبتسمين، ودخلت بيتها بإحساس غامر من الطمأنينة، فلقد زاد إيمانها بصواب قرارها حين آثرت العيش في هذه البلاد الغربية الغريبة وفضلتها على العيش في بلادها!!