سمعنا أن دولة خلافة إسلامية قامت ونشأت وترعرعت، فقتلت وسبت وباعت في سوق النخاسة من باعت، وذبحت وأحرقت ونحرت ونهبت وسرقت واغتصبت ونكحت وشرعت النكاح وحللته، وهدمت وفجرت وفجرت.
وفعلت الكثير وأكثر من الكثير، وطاولت أفعالها أقاصي الأرض وأدناها.
أرعبت وأرهبت وأخافت وأذعرت.
سارت ببيارق سوداء ناهبة أكباد الصحراء نهبا، ولكن ليس في قوافل من جمال أو خيول وأفراس مسعوفة وأظعان وهوادج، بل في سيارات دفع رباعي غالية الثمن مرفهة جيء بها بعشرات الآلاف من بلد المصنع لعيون تلك الدولة!!
وسمعنا أيضا أن هذه الدولة انتهت وماتت وفنيت، فكيف قامت هذه الدولة وكيف انتهت؟!
لست أدري ولا أظن غيري يدري، إلا من أنشأها ثم أنهاها.
هي دولة خلافة إسلامية، سميت بـ «داعش» وهي لفظة مختصرة على الطريقة الغربية في اختصار الأسماء من «دولة الإسلام في العراق والشام».
واختير لها خليفة جيء به من تحت الأرض أو من مخازن المخابرات وسمي بـ «أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي الحسني» ولكي يستقيم أمره ويكون حلا للخلافة فقد نسب إلى آل البيت لذلك لقب بـ «الحسني» نسبة للـ «حسن بن علي بن أبي طالب».
هي نوع من الكوميديا السوداء المريرة، قصد بها إهانة الإسلام وتشويهه وإظهار خفايا وحوادث كانت مرتبطة بزمن معين عفت عليها ونسختها أزمنة جاءت بعدها، ولكن العقليات الشريرة أرادت إحياءها من جديد لتقول هذا هو الإسلام من أجل تنفير الناس منه.
والغريب أن هذه الوحشية التي بدت عليها «داعش» قد استهوت كثيرين وطارت أفئدتهم لها وخرجوا على العلن يعلنون تمنياتهم بنحر رؤوس الناس، وطلب أحدهم ممن هم في ميادين الحرب أن يبقوا له بعض الأسرى كي يتلذذ بنحر رؤوسهم وحزها عندما يلتحق بالمقاتلين المجاهدين ويشرف ميدان القتال!!
والأغرب من هذا السفاح ومن هم على شاكلته، هي تلك الآلاف من غير المسلمين ومن الذين طربوا لأفعال «داعش» وابتهجوا وفرحوا بدماء ضحاياها، فطاروا إلى حيث هي في أطراف العراق والشام، ليصيروا من جندها ومجاهديها ولتجيء نساؤهم أيضا للترفيه وتلبية رغبات المجاهدين، كي يخلصوا في جهادهم!!
فهل انتهت «داعش» حقا؟! وماذا بعدها؟!
[email protected]