اضطهاد مسلمي بورما ليس طارئا ولا هو حدث اليوم، بل هو متكرر وعلى مدى قرون وهناك كراهية شديدة يكنها بعض البوذيين البورميين للمسلمين بسبب رواسب تاريخية تعود إلى أيام المغول.
وهناك تفاصيل كثيرة معظمها مؤلم عرفتها أثناء قراءتي عن وضع مسلمي بورما وأسباب تجدد المذابح بين وقت وآخر.
لست عليما بشؤون مسلمي بورما ولا أسباب ما يتعرضون له لذلك حاولت بقدر المستطاع تحصيل بعض المعلومات المتعلقة بهذا الأمر، فعرفت بعض التفاصيل التي أشرت إليها آنفا، ولكن ما يعنيني هو ليس الغوص فيما يعانيه مسلمو بورما ولكن ما يعانيه المسلمون على وجه العموم في شتى أقطارهم وأينما تواجدوا.
تمر مجازر ومذابح شتى على قوميات وأعراق وأصحاب أديان أكثر فظاعة وفظاظة ووحشية مما يمر على مسلمي بورما، ولكن المسلمين لا يحسون بها ولا كأنها حدثت ولا كأن بشرا يموتون بأساليب بشعة ومؤلمة، لماذا؟ لأن أولئك البشر الضحايا ليسوا مسلمين، وكأنما البشرية بأجمعها هي المسلمون لا غير وغيرهم لا يصنف في خانة البشر.
داعش وحزب الله والاخوان المسلمون والقاعدة والنصرة وحماس وبقية كثيرة من تلك التنظيمات الإسلامية قتلت من المسلمين أكثر من الذين قتلهم متطرفو بورما، ولكن لم يهج الرأي العام الاسلامي ولم يشجب ولم يستنكر ولم يتظاهر، وكأنما المسلمون الذين تذبحهم تلك التنظيمات الإرهابية هم مجرد قرابين للتقرب إلى الله. أما مسلمو بورما فهم وحدهم الذين يحركون مشاعر المسلمين لأن عدوهم بوذي وليس مسلما.
بكل ذرة إنسانية فيّ أدين وأشجب وأرفض ما يحدث لمسلمي بورما ولغيرهم ممن يتعرضون إلى اضطهاد من شتى الأديان أو الأعراق ولا أحصر تفاعلي أو تعاطفي مع المسلمين فقط، ولكن وبما أني أنتمي إلى أمة الإسلام ومحسوب عليها كأحد أطرافها، فأنا لا أريد لهذه الأمة ان تكون محل استغلال من الشامتين والهازلين والهازئين فيعبثون بعواطف أبنائها ويهيجونهم ويختلقون لهم قصصا ما جرت ويفبركون صورا ويدعون أن الضحايا في تلك الصور هم من المسلمين رغم أنها حدثت في مكان آخر وفي زمن آخر ولبشر آخرين وليسوا مسلمين.
فيا أمة الإسلام متى تستيقظين وما الذي يوقظك!
[email protected]