وزارة الصحة الكويتية تنفق أكثر من مليار دولار على الأدوية، أكثرها يذهب إلى غير الكويتيين.
هذا ما جاء على لسان وزير الصحة منشورا في جريدتنا «الأنباء»، حيث بين الوزير أن ميزانية الأدوية تبلغ ثلاثمائة وثلاثين مليون دينار، ينتفع الوافدون بما يعادل 70% منها، بينما ما ينتفع به المواطنون يقل عن الثلث.
أنا شخصيا وعلى عكس بعض الكويتيين لا أرى في مثل هذا الخبر ما يثير، بل أراه خبرا عاديا وأرقامه منصفة لجهة أن أعداد الوافدين هي أكثر من الكويتيين وبالتالي فمن الطبيعي جدا أن يكون نصيبهم من الأدوية أكثر بحكم الكثرة العددية لا بسبب التحيز لهم أو تفضيلهم على الكويتيين.
ومن ناحية أخرى أنا أفرحني هذا الخبر، لأنه يؤكد الصورة السمحة والوجه الطيب لبلادي والتي تشمل الجميع بعطفها ولا تفرق بين إنسان وآخر بسبب الجنسية أو لأي سبب آخر.
لا شك أنه من حق أي مواطن على مستوى العالم أن يتنعم بخيرات بلده، ولكن لا يعني هذا أن يحتكرها لنفسه ويبخل بها على غيره ما دامت ميزانية بلده تسمح بالسخاء وفيها فائض من الممكن إنفاقه على المحتاجين.
وهذا ما دأبت الكويت على فعله وما زالت مواظبة عليه حتى كسبت تصنيفا أمميا بأنها بلاد الإنسانية وبأن أميرها أمير الإنسانية، وهو أهم لقب قد يحظى به حاكم.
لذلك أرجو أن تستمر الكويت في سخائها وكرمها مع الوافدين والمقيمين على أرضها دون تفرقة بينهم وبين مواطنيها، في المجالات كافة الصحية وغير الصحية، وهم بالتالي أمانة في رقبتها وهي المسئولة عنهم إنسانيا تحافظ على صحتهم النفسية والجسدية ما داموا على أرضها ويؤدون واجبهم الوظيفي والمهني.
وأرجو من بعض الكويتيين الذين يستعلون ويتكبرون ويستهزئون ويثيرون سخط الوافدين بسخف تعليقاتهم أو تصرفاتهم الكف عن مثل هذه الأفعال الصبيانية الشيطانية المنحطة التي تمثلهم وحدهم ولا تمثل الكويتيين ولا الروح الكويتية الأصيلة التي لا يعرفها هؤلاء الرعناء الأشقياء ولم يتربوا عليها.
إن الكويتيين جبلوا على الكرم والحفاوة والترحيب بالضيف وبيوتهم مفتوحة على الدوام للغرباء ولمن يدق أبوابهم.
تلك هي الكويت لا أنتم أيها العابثون.
[email protected]