هل ظهور وسائل إعلام جديدة، أضر بالعملية الإعلامية أم أنه خدمها وقدم خدمات جديدة للناس، وهل هو تطوير للعمل الإعلامي أم إساءة ورداءة وضرر؟!
ورغم أنه لكل جيل وسائله وأدواته التي ينحاز إليها ويتمسك بها، وأنا أنتمي إلى جيل سلفت ومضت وسائله وأدواته التي أطلقته، أو أنها واقفة على باب الوداع، وأعني بتلك الوسائل والأدوات الصحافة الورقية التقليدية، فإن انتمائي هذا لا يخولني أن أقف محاربا مجاهدا رافضا ما يستجد من وسائل وأدوات في المهنة الإعلامية.
هذه الوسائل الجديدة أو المنابر الإعلامية أو المنصات كما يسميها البعض، لها نجومها الذين تلألأوا في سمائها واحتلوا ساحاتها وصاروا من علية القوم الإعلاميين، يتتبع الناس أخبارهم وكتاباتهم وتعليقاتهم المصورة بشغف بالغ وينحازون إليهم ويصدقونهم ويدافعون عنهم بشكل جدي لا يقبلون التشكيك بهم كمصادر خبرية إعلامية، حتى انهم شغلوا الحكومات والجهات الرسمية وأجهدوها في الرد عليهم وتكذيب ما أشاعوا أو تعديل ما كتبوا أو تصحيح ما أعلنوا.
هذا الواقع أفرز كما أسلفت نجومه الذين لا قبل لنا نحن المنتمين إلى القبيلة الإعلامية القديمة بكل ما فيها من أصول وتقاليد وتنظيم ودقة، بمجاراتهم أو حتى محاذاتهم، ناهيك عن منافستهم أو التفكير بدحرهم وإبعادهم خارج الميدان الإعلامي.
نحن لسنا قادرين على ذلك، ولكن هم القادرون على إقصائنا وإبعادنا وإهالة التراب على زمننا الذي ولى بفعل فاعل اسمه الإعلام الجديد والإعلاميون الجدد.
بكل تأكيد أنا لست حزينا لأن هناك من خرج من المجهول ليدحرني ويدحر زماني ويخرجني مبللا بعرق الهزيمة، بل على العكس من ذلك فهو ربما يكون أمرا مفرحا رغم إصابتي وهزيمتي بسببه، لأنه دليل على أن الحياة خلاقة ولا تتوقف وأن الإبداع فيها سنة وطبع حميد، وهذا دافع للأمل يدلل على ان الحياة بخير وأن الإبداع والخلق لدى الناس من المسلمات وأن التاريخ يهزمه الواقع، وذلك خير من أن يهزم التاريخ الحاضر.
هذه طبيعة الحياة وسنة الله في خلقه، تجديد وخلق وإبداع، والمهم في كل ذلك خدمة الإنسان وكل ما هو على وجه الأرض.
[email protected]