(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
سورة المائدة الآية الثالثة.
ذلك قول الله في القرآن وهو قول واضح وصريح، فلقد أكمل الله دينه، فلا مزيد بعد الله ولا متقول ولا متطفل.
الدين دين الله للبشر وليس دين البشر للبشر، ولا هو دين الله والبشر للبشر، فمن قال بذلك القول الأخير فقد أشرك شركا صريحا.
إذن هو دين الله خالصا مخلصا مكتملا لا نقص فيه ولا مثلبة.
وهذا ما يجب أن يقطع الطريق أمام كل من حاول أن يزيد من اجتهاده البشري فيضع شروحا وتفاسير ويقوم بناء على تلك الاجتهادات والشروح والتفاسير البشرية القابلة للخطأ والميالة مع الهوى من يشرع ويقنن ويحدد الصواب من الخطأ والحلال والحرام ويفتي في شؤون الناس ومصائر الأمم.
في ذلك تعد على الدين المكتمل الذي أعلم الله الأمة باكتماله وتمامه، وهو بذلك ينهى عباده من الافتراء عليه والزيادة والإضافة وكذلك الحذف والتنقيص.
ولكن ومع شديد الأسف لم يلتفت أحد من أمم المسلمين في عصورهم عامة وعهودهم كافة لذلك الأمر، فشرع الكثيرون وبالذات من غير العرب بالغوص في قلب الدين وتقليبه والتنقيب فيه وكأنما هم يبحثون عن نقص فيسدوه، فراحوا يشرقون ويغربون في الشرح والتفسير والتشريع وكثر المفسرون وتزاحمت التفاسير حتى جعلوا من كتاب الله أحجيات وألغازا، وما هو كذلك، بل هو يسر ولين ووضوح.
لقد أخذتنا تلك التدخلات البشرية فيما خطه الله بكتابه إلى ويلات وحروب وتطاحن وتشاحن وبغضاء وتناحر.
لقد غدت أمة المسلمين شيعا وفرقا وجماعات مشتتة بسبب تدخل أولئك الأقدمين الذين خاضوا في بحر محصن من الله ولم يكن يجدر بهم خوضه ولا يحق لهم الاقتراب منه والا الاجتهاد فيه.
ويتعين على الحكومات الإسلامية اليوم التدخل لنسف كل ما سيق من اجتهادات من اجتهدوا في أزمنتهم يوم لم يتنبه أحد لحرمة الاقتراب من قدسية كلام الله والسماح بتشمير الأكمام والغوص داخل النص المقدس ليخضعوه لأفهامهم البشرية الناقصة بالضرورة عن الاكتمال الرباني.
هو فرض عين على كل حكومة مسلمة أن تصون كتاب الله وتعلي قدسيته.
[email protected]