«وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم... وما هو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة ..... وتضرى إذا ضريتموها فتضرم
فتعرككم عرك الرحى بثقالها..... وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم»
هذا ما قاله الشاعر زهير ابن أبي سلمى، قبل قرون طويلة عن الحرب حينما كانت الحرب خيلا وسيفا ونطعا، لا صواريخ وطائرات ودبابات ورشاشات ومدافع تدك الجبال فتفتتها.
إن آلة الحرب اليوم هي غير آلة الحرب أمس، واليوم نحن في زمن الموت السهل أو القتل السهل، يستطيع الهاوي الغر قتل مئات بإلقاء قنبلة واحدة عليهم أو تصويب مدفعه المحمول صوبهم فيرديهم قتلى جميعا، والناجي منهم تمنى لو كان معهم.
نحن اليوم نعيش أجواء حرب أو إرهاصات ونذر حرب، فكل يحدث بالحرب ويخبر بها والاختلاف في التفاصيل فقط حول ساعة الانطلاق ومكان الانطلاق، أما أمر قيامها فقد بات محسوما ومن يده على الزناد هو بانتظار إشارة البدء حتى يكون له شرف الطلقة الأولى!
هل نحن في حاجة إلى حرب؟
بكل أسف أقول نعم نحن في حاجة إلى حرب، و«نحن» شاملة جامعة لا أخص بها وطنا بعينه ولا إقليما محددا، وربما اتسعت لتشمل عالمنا العربي المنكوب والذي هو فعلا يعيش حروبا لا حربا واحدة، يعيش حروبا قذرة سافلة يقودها سفلة ويجني ثمارها السفلة ويخسرها أيضا السفلة.
إن حربا واحدة محددة الأهداف تنطلق من أجل غرض معين وهدف مرجو، وبعدة حرب حقيقية، هي خير من هذه الحروب الصغيرة المتناثرة هنا وهناك من ليبيا إلى سورية الى العراق الى اليمن المخطوف من قبل سفلة وقطاع طرق.
نعم نريد حربا تحررنا من الخوف والترقب والقلق وتوقع من هي الدولة القادمة الآيلة للسقوط في أتون العصابات المتحاربة.
تعدد الأطفال الذين قتلتهم الحروب الصغيرة والنساء والشيوخ، الحروب الصغيرة حروب تافهة حقيرة لا ضمير لها ولا شرف، لذلك هي لا تفرق بين «شيخ وفتاة وصبي» تحصد الأرواح والأجساد وتلك هي غنائمها.
أما الحرب الكبيرة فهي حرب شريفة تحكمها القوانين الدولية ويخضع فيها المدنيون للحماية وحفظ الحقوق وإبعادهم عن دائرة الخطر بعكس الحروب الصغيرة الحقيرة التافهة التي يقودها سفلة لغرض سافل.
نعم نريد حربا!!
[email protected]