شاع قبل سنوات أن النية تتجه لمنح إحدى الطوائف الدينية ترخيصا بإنشاء معبد يتعبد فيه أفرادها، وهم من ضيوف الكويت الكرام وعرفتهم الكويت منذ قديمها ولم تعهد فيهم سوى الاستقامة والأمانة والجنوح الدائم إلى السلم.
ولكن هذا الخبر وقع مع الأسف وقع الصاعقة على البعض، فراحوا ينفخون في مزمار الرفض والكراهية وإهانة المعتقد ومعتقديه، رافضين إقامة ذلك المعبد.
وحدث قبل عام أو نحو ذلك أن رأت امرأة رجلا يتعبد على طريقته وحسب طقوسه الدينية فطاردته واستنجدت بالشرطة من أجل القبض عليه، وكأنما هو قتل أو سرق أو سب أو أهان أحدا.
هذه الروح العدائية الكارهة للآخر والرافضة له بسبب الاختلاف في الديانة أو المذهب أو العرق أو اللون أو الجنسية، استشرت في العقود الأخيرة التي عاشتها بلادنا، وبالذات لدى متوسطي الأعمار والصغار والذين لم يعرفوا الكويت على حقيقتها ولم يعرفوا الكويتيين في تسامحهم وتقبلهم لكل المعتقدات والأفكار حتى وإن كانوا يرفضونها ضمنا، ولكنهم لم يرفضوا ولم يكرهوا قط معتنقيها أو المعتقدين بها.
هؤلاء هم من الذين فتحوا أعينهم على الكويت المختطفة التي كثر فيها المحرضون على الكراهية والداعون إلى تفريق الناس فرقا وشيعا حسب أديانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم وأعراقهم، فظنوا أن هذا هو السلوك الطبيعي للحياة وأن شعار الكويت هو الأنانية والفردية ورفض المختلف وإهانته وإقصاؤه.
حكى صديق مسيحي أنه في أول مجيئه للكويت عمل على سبيل التجربة لدى واحد من هؤلاء الكويتيين، وبعد مرور أسبوعين، لمح رب العمل الكويتي رسما للصليب في رسغ صديقنا المسيحي، فاستحال نمرا هائجا وصاح مستنكرا «أنت مسيحي»؟!! قال نعم، فأمره بالخروج الفوري من مكان العمل مرددا: اخرج اخرج، ولما طالبه صاحبنا بأجره رفض وقال متبرما: ليس لك شيء عندي اخرج بره ولن ترى مني فلسا واحدا.
حتى في السلوكيات الاجتماعية نسمع كثيرا عبارة «هذه عاداتنا وتقاليدنا وإذا موعاجبتك خذ جوازك وارحل» وهذه يقولها كويتي لكويتي أو كويتية لكويتية.
يريدون البلاد حسب قياسهم ولا يريدون أحدا يشاركهم العيش فيها إلا إذا كان إمعة مثلهم أو خروفا يمأمئ بمأمأتهم.
ويلنا لماذا صارت بلادنا هكذا؟!
[email protected]