قرأت في جريدتنا «الأنباء» عدد أمس الأول الخميس، أن الرئيس الفلبيني «رودريغو دوتيرتي» قاد حملة لتحطيم السيارات الفارهة، وذكر الخبر أسماء تلك السيارات، وهي فعلا من تلك السيارات الفارهة والغالية الثمن والمعروفة على مستوى العالم.
تأتي هذه الحملة ضمن نهج الرئيس في مكافحة الفساد والقضاء عليه في بلاده، ويرى الرئيس أن حجم الفساد كبير جدا في دائرة الجمارك والموانئ في بلاده وأن هذه السيارات التي حطمتها الجرافات وداست عليها تحت إشرافه وبإرشاداته كانت مهربة، وبالتالي قام بتحطيمها في نهج غير مسبوق في مكافحة الفساد.
وهذه الحملة رغم غرابتها فهي غير مستغربة على الرئيس «رودريغو» لأنه منذ تولى الحكم وهو على هذا النهج الصادم والبات في مكافحة الجريمة والفساد والفاسدين. فقد أصدر أول توليه الحكم أوامره لرجال الشرطة بإطلاق النار وقتل كل تاجر أو مهرب مخدرات يرفض الاستسلام لهم.
ولقد أحدث ذعرا في صفوف المجرمين واللصوص وكل الخارجين عن القانون.
وواضح جدا أن الرجل حاكم استثنائي، ربما لم يعرف تاريخ حكام العصر الحديث مثيلا له.
صحيح أن كثيرا من حكام الدول في العصر الحديث هم ديكتاتوريون ودمويون وعنيفون ضد شعوبهم ومناوئيهم على الأخص، ولكن ذلك منحصر في الشق السياسي لتركيز سلطاتهم ونزف ثروات بلدانهم، ولكن هذا الرئيس لا تنطبق عليه مثل هذه الأوصاف، فهو رئيس شعبي جاء من قلب الشعب ويعمل لصالح الشعب، وما يقوم به لصالح شعبه هو أمر يشكر عليه وإن أخذ صبغة الفردية والديكتاتورية شكلا لا موضوعا، لأن الفساد هو الآفة التي تنخر الدول من داخلها، والدولة التي تريد أن تعيش وتعمر وتحقق الرفاه لشعبها هي الدولة التي تجعل مكافحة الفساد هدفها لا شعارا للتباهي أو لذر الرماد في العيون بينما الفساد يعشش في مفاصلها وينهشها، كما يحدث في كثير من البلدان ومنها بلادنا بالطبع.
وما لفت انتباهي في الخبر أن عدد السيارات التي دمرتها الجرافات هو ثلاثون سيارة ويبلغ سعرها مجتمعة، مليونا ومائتي ألف دولار، أي ثلاثمائة وستين ألف دينار، بمعدل اثني عشر ألف دينار للسيارة الواحدة، بينما أسعار تلك السيارات عندنا لا تقل عن أربعين ألف دينار!! فكيف هذا!!
[email protected]