Note: English translation is not 100% accurate
رميم النفوس
الأحد
2006/9/3
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
كان يبيع «السكرية» في «زقاق المدق».
السيد «احمد عبدالجواد» يعيش في «قصر الشوق» سيدا مهابا.. وفي الليل ماجنا فاجرا وخاتما في اصبع «غانية».
في «الكرنك» باحت الاصوات بما عانت النفوس فجاءهم زوار الفجر من كل حدب وليل وسقوهم كاسات العذاب.
«بداية ونهاية» الضابط «حسين» كانت معروفة، فلقد تسلق عرق اخته.. بل عرق وسطها.. فلما ضبطت متلبسة، اجبرها على الانتحار ولم يطق عارا فخلع مجد البدلة «الميري» والقى بنفسه في اليم.
هرب من العسس والتجأ الى «الميرامار» الذي كانت مصر تحرس قاطنيه.. حولها ذئاب كثر «كل يريد نهش كتف او ذراع او خد صقيل منها» كانت تهرب من الذئاب الى الضباع «والضياع» تبحث عن ذراع تردع الطـامعين او قلب دافئ وحضن آمن.
كتب «نجيب محفوظ» خارطة مصر البشرية.. تبحث عن «نجيب محفوظ» فتجده في «السيد احمد عبدالجواد» او «سي السيد» ـ كما اطلقت السينما ـ وكذلك تراه احد قاطني «ميرامار»، قد يكون ذلك «الباشا» الذي سلف مجده وما بقي له سوى عشق الصبايا ـ رغم العجز عن الفعل ـ او ربما هو ذلك الشاب الثـائر الطــريد، او ربما لا تراه ولا تجده، لانه واحد منا نحن لا منهم هم!! انتشر «نجيب محفوظ» وانتثر، ملأ رئتيه بهواء مصر واطلقه وزفره.
تناثر «نجيب محفوظ» واندس بين جميع ابطاله والهامشيين ـ ايضا ـ انه عاشق لعرق الناس الذي تنزه اجسادهم!! يصنع التاريخ ولا يكتبه، اما الجغرافيا فإنه يعيد صياغتها، يسأل «طوب أرضها» ويقرع جدرانها حتى تحكى، فلقد آمن بأن «للحيطان آذانا»، جعل للازقة المنسية منارات تصدح، وللحواري الضيقة ضجيج المدن الكبرى!! وللعوالم وعوالمهم وللغانيات والراقصات والمهمشين في ليالي الزمن قضية وادناهم من الخارطة البشرية التي ـ حتى تصدق ـ لابد ان تكتمل، فالباشا الكبير رهن في يد «عالمة» تغدق عليه من لاحيائها ما يشتهيه وقد مل تذلل الخلق المتحلقين حوله في صباحاته كلها، ان نفوس كبار القوم وعليتهم هشة عليلة صغيرة ضعيفة، تستند سوط عذاب من امرأة نسيها الزمن.
«نجيب محفوظ» الممتد خمسة وتسعين عاما، جعل قامة مصر افقية، بعدما جعلها الفراعنة بأهراماتهم عمودية، جعل مصر تمتد الى الافق البعيد، اوصلها الى اقصى الارض، جعلها معلما سياحيا لا يزار بل يزور، طواها بين دفتي كتاب وارسلها عبر البريد!! كان قلمه اثقل من حجارة الفراعنة.. وربما ادوم!!
اقرأ أيضاً