صالح الشايجي
المسرح السياسي في الكويت مسرح عبثي ولا يتقـيد بالاصول المسرحـية السياسـية، وخارج قواعـد اللعبـة، تقدم عليه عـروض استـفزازية ساخرة تضـحكنا من فرط سخريتـها وعبثيـتها حـينا، واحـيـانا تبكيـنا لما تحـويه من عناصـر تراجيدية تقطع نياط قلوبنا.
المسرح الـسياسي في بـلادنا مجهـز على انه مسرح «دسـتوري ديموقراطي»، والدستـور كما نعرفه هو «ابو القوانين» وكل قانون لا يخرج من عبـاءته يعتبر كـأن لم يكن، ومجرد حـبر ابيض على ورق ابيض، اي لا قـيـمـة له ولا مـعنى ولا طعم ولا رائحة!
و«الديموقـراطية»، كما نعـرفها هي حرية، وسلوك الى اعلى سلم الحرية، والفرد في ظلهـا سيـد له حقـوقه كـانسان، سـواء كان مواطنا او زائرا او مقيما، مهما تدنت درجة اقامته في بلادنا الديموقراطية الدستورية!
ولكن هـل الواقع يدل عـلى اننا ـ فـــعــلا ـ مـحكومون بالديموقـراطيـة والدستـور، ام اننا على عكس ذلك، نسير في اتجاه الاستبداد، ودعنا الضياء والنور والهواء النقي الى الظلام والعتمة والهواء الفاسد؟
في ظل الديموقـراطيـة والدسـتـور، يريدون تحـويل الكويت الى النظام الاسـلامي، ويريدون ان يجـعلوا من «الـشـريعـة» المصـدر الوحـيـد للتـشـريع، وتقـر النسـاء في بيـوتهن، وتقـام الحــدود، ويدفع اهل الـكتــاب الجــزية لقــاء معيشتهم في «جنة الكويت»!
لسنا ضد ذلك، بل نصفـق له ونحيي الساعين اليــه، ولكن على شــرط الا يكون ذلك وفق مــا يدعون انه «الـنهج الديموقراطي والدسـتوري»، كما ان على القائمين على مثل ذلك التوجه التخلي عن جـميع مكتـسـباتهم المـادية والمعنوية التي حققوها من خلال الديموقراطية والدستور. ثم ما شأننا بأولئك جمـيعا مهمـا نقنقوا او طنطنوا؟!
اننا نحـتمـي ونلجأ ونتـدثر بالنظام الاسـاسي الذي قـامت عليه بلادنا قـبل ثلاثة قرون، وقـبل ديموقـراطيـتـهم ودسـتورهم، انـه نظام حكمنا الوراثي الذي ارتضيناه، ولا نقبل سواه.