صالح الشايجي
أراني أدنى شـأنا واقصـر قـامة واقل حـيلة، وأنا أحاول التعبـير عن مشاعري وما خـالجها من شجن ونشوة وفخر واعـتداد، عند تصفحي لتلك المطويات أو الكتيبـات التعريفيـة الصغيرة والمختصرة، التي أهدانا إياها ـ مـشكورا ـ الصندوق الكويتي للتنمـية الاقتصادية العربية.
لست بذلك مبـالغا ولا محـاولا تصغيـر شأني أو تقليل قـدرتي الـتـعـبـيـرية، بل صـادق في ذلك كل الصدق، فحينما اقرأ اسم «الكويت» واسم «الصندوق الكويتي» ضمن جهات ودول عالمية تشاركت ودعمت برنامج مكافـحة مرض غـريب يسمى «عـمى النهر» يصـيب السـاكنـين حـول الأنهار، وبالذات في دول «غرب أفريقيا»، وإنقاذ أكثر من 12 مليـون طفل من العـمى وحمـاية أكثر من أربعين مليون شـخص من ذلك المرض، ومـا يترتب على ذلك من خطط تنمـوية، حينمـا اقرأ تلك المساهمة الكويتـية فلن أكون مبـالغا في عجزي عن وصف شعوري!
ذلك غيض من فـيض، وعود في طرف حـزمة، من أعمال الصندوق الكويتي للتـنميـة الاقـتـصـادية العـربيـة، الذي تجـاوز عنوانه «القـومي» ليـشـمل بأياديه البيـضاء كل بقعة تحت الشمـس بحاجة إلى دعم تنمـوي، محاربة فـقر، مكافـحة مـرض، زراعة، صناعـة ومـواصـلات، دون نـظر إلى لون أو دين أو عرق، فتـلك اليد البيضـاء الممدودة تتلمس الوجع في الجـسد المريض، ولا تسـأل عن جنس ذلك الجسـد أو لونه أو عرقه أو دينه، ودون أهداف سياسية أو بحث عن أصوات تهتف بـ «الروح والدم»!
تلك رسـالة كويتـية شـريفـة يحملهـا الصندوق الكويتي للتنمية الاقتـصادية، نتذكر بعظيم الإجلال مبدعه وصاحب فكرته صـاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جـابر الأحمد، ونشـيد بمن ظل مـحافظا على رسـالتــه من أبناء الصنـدوق الأوفياء للـرسـالة ولوطنهم.
إن دعم الصندوق الكويتي للتـنميـة الاقتصـادية مسؤولية وطنية على كل كويتي في كل جيل وفي كل زمان، لأنه مـصدر فخـره واعتزازه، انه نهـر كويتي جار متعدد المسارب والجداول والقنوات لا يعجز عن الوصـول إلى أي ارض عطشـى حـتى وان كـانت في أعلى الجبال، انه نهر خالف الطبـيعة يجري ماؤه في الأدنى والأعلى!