في زمن كثرت فيه الفتن، وتزايدت أعداد الشياطين واستغلوا نعمة العلم والتكنولوجيا، لأهدافهم الشريرة، قال الله تعالى (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)، تمر علينا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها رسائل خبيثة تبث السموم والفتن والشقاق بين الأخ وشقيقه والمرء وزوجه، وكلما قرأت إحداها تذكرت تحذيرات صاحب السمو الأمير حفظه الله من شرور هذه الرسائل والتغريدات، حيث نوه سموه في خطابه الأخير إلى خطر سوء استخدام هذه الوسائل، وحذرنا منها.
نعم نحن نتألم ونحزن ليس بما يكتب ويعرض فلدينا لله الحمد من العلم والخبرة ما نميز به بين الصالح والطالح، ونعرف المفبرك الكاذب (الفوتوشوب)، لكن ما يؤلمنا هو أن من يتابع هذه الوسائل أطفال وشباب صغار وبعض كبار السن قليلي الخبرة.
ومنذ أيام انتشر خبر على «الواتساب» يدعو فئة من فئات الشعب الى التجمهر والتجمع بساحة الإرادة، هذه الرسالة للوهلة الأولى تعرف انها خبيثة، نتنة من حروفها وكلماتها وأسلوبها المتدني، وبما أني اعرف المستوى الراقي، والروح الوطنية العالية، والشجاعة الفكرية، لتلك الفئة التي ترسل اليها هذه الرسالة فقد أخذت أكتب وأغرد في تويتر وأحذر من هذه الرسالة الدسيسة، لأن من تسمت الرسالة باسمهم هم أهلي وإخواني وجيراني «وهذولا عيالي»، نحن جميعا عينان في وجه الوطن، عينان شاخصتان تراقب وتلاحظ كل ما يدور حولنا، ونعرف ما يضرنا وينفعنا، ونطمح للأحسن، ولكن لا ننسى «إن لكل شيء اذا ما تم نقصان» لذلك فلن نسمح لأحد مهما كان أن يتدخل بيننا، فنحن كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد.. كما وصفنا نبينا عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم.
لذلك علينا أن نحصن أبناءنا ونعلمهم أن الكويت جنة الدنيا - بنعمة الله - وأن الأباليس أعداء الوطن، يريدوننا أن نأكل من شجرة الفتنة فنغضب الله ونقع في الدرك الأسفل وتنقلب الجنة (لا قدر الله) الى جحيم.. انظروا حولكم!
فلنتعظ بغيرنا ولا نصدق قولا او عملا فيديو يشم فيه رائحة فتنة، أو تعصب، ولندعو المسؤولين أن يبينوا لنا الحقيقة، وثقوا بأن هناك من يحسدكم فتيقنوا واحترسوا ولا تصيبوا وطنكم وأهلكم بسوء وأنتم لا تعلمون.
أما الحكومة فللأسف تعتقد أن دورها يأتي بعد الحدث، لا يا سادة دوركم يجب ان يأتي قبل ان تقع الفاس بالراس، إن غالبية مستخدمي اجهزة التواصل الاجتماعي ضمن مسؤوليتكم سواء طلبة المدارس والجامعات أو موظفي الدولة، أخبروهم أن الأعداء لن يأتوا بطائرات ودبابات، فهذا زمن ولى، إن غزوهم الآن أشد خطرا، إنه «غزو العقول والأبدان» فكم كلمة تثير أمة، وتشعل فتنة، من خلال هذه الاجهزة النافعة الضارة، أما غزو الأبدان فهي بكميات المخدرات بكل انواعها التي يكتشفها رجال الجمارك والداخلية يوميا، والتي تعطى للمهربين مجانا بشرط ادخالها للكويت ومن ثم بيعها على المتعاطين لتدمير الشعب، ان على الدولة ممثلة بوزارة الاعلام توعية المواطنين بأن وطنكم وأبناءكم مستهدفين وأننا في مواجهة مع اعداء الكويت، وأن للعدو وسائل خبيثة اشد فتكا من الرصاص والبارود، يطلقها من سلاح تويتر وواتساب وفيسبوك والبوكيمون وغيرها ونحن بجهلنا نتناقلها لتصل للجميع، إن على الدولة ان يكون لديها اجهزة استشعار وصافرات انذار تطلقها حين يرسل العدو سمومه، وأن تجند الشباب الكويتي ليبطلوا ألغام العدو بنفس السلاح والذخيرة (بالكلمة والصورة) من خلال (سلاح) نظام التواصل الاجتماعي.
نسأل الله العلي العظيم أن يحفظ الكويت ومن فيها.
[email protected]