الكويت تمر بأجواء انتخابية، لكن مناخها بارد، وسماءها ملبدة بالغيوم، نظنه إن شاء الله خيرا مقبلا، رغم حالة التشاؤم المسيطرة على عقول البعض، قال لي أحدهم منذ حل مجلس الأمة، وأنا في كل ليلة أحلم بكوابيس مزعجة تنغص علي منامي، أستيقظ فأتعوذ من إبليس، وأعود للنوم لكن هذا «الياثوم» الكابوس لا ينفك عني، قلت لصاحبي: خيرا إن شاء الله.
قال لي: حلمت بأن يدي اليمنى تتصارع مع يدي اليسرى، ثم تهرب إحداهما خلف رقبتي وتتبعها الأخرى ويطوقا رقبتي حتى كدت أختنق، ثم أصحو منزعجا.
قلت له: بماذا تفسر ذلك الحلم؟ قال لي: الأحلام هي انعكاس للواقع، وتنفيس للشحن الذهني المتراكم خلال فترة.
فمن يصدق ان سلطة تشريعية رقابية (كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان) فتكفر بهذه النعمة، وتطلب من ولي الأمر «أبو السلطات» أن ينهي حياة الدورة البرلمانية قبل اكتمالها، الشيء العجيب إن النائب مبتسم (وفرحان أوي) بالحل وبعضهم يقول: (شايفني والمجلس منحل، أجنن والمجلس منحل) والأعجب إن الحل تقبله الجميع بنفس راضية مطمئنة، وكأنه رحمة من السماء.
ثم أردف يقول: حلمت في ذلك اليوم أن كلمات مرسوم الحل كقطرات المطر تنزل من غيمة سحاب، وأنا أسأل خبراء المناخ: أهذا وقت المطر؟ ويأتيني الجواب: ألم تصلوا صلاة الاستسقاء، ألم تطلبوا من ربكم المطر؟ هذا ما طلبتموه فذوقوا ما كنتم تطلبون.
ثم أكمل تفاصيل حلمه فقال: المطر إما سقيا خيرا، وإما سقيا شرا، كذلك حل مجلس الأمة، إن أسفرت نتيجة الانتخابات المقبلة عن نواب مرضي عنهم، يكون الحل «سقيا خيرا»، اما إن أسفرت نتيجة الانتخابات عن نواب غير ذلك، فستكون كلمات الحل «سقيا شرا» وسيتم استنباط الطعن من خلال كلمات الحل، وستحكم المحكمة ببطلان الحل، يتبعها بطلان الانتخابات، يتبعها عودة نواب المجلس السابق لمقاعدهم، آمنين مطمئنين يأتيهم رزقهم رغدا، هذه مجرد أضغاث أحلام، لا تغني عن الحق شيئا.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]