نحن قوم (بفضل من الله ونعمته) نملك من الشهامة وحسن الخلق أسوة بقدوتنا خير خلق الله محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم، ثم نفتخر ونعتز بأننا أحفاد من صنع تاريخ الكويت ماضية وحاضره، هذا الانتماء المشرف (لشعب الكويت) لم يأت بسهولة بل نتيجة لإرساء العدالة وإعطاء كل ذي حق حقه سواء كان هذا الحق معنويا أو ماديا، فالعدالة هي أساس الأمن والاستقرار.
إن أهل الكويت إذا ائتمنوا أدوا الأمانة، وإذا عاهدوا أوفوا بالعهد، وإذا بايعوا صانوا بيعتهم ولو على أرواحهم، يحترم صغيرهم كبيرهم، ويعطف كبيرهم على صغيرهم، لا يخرج من ألسنتهم العيب ولا يغتابوا، يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة، يفعلون الخير لا تعلم يسراهم ما قدمت يمناهم، نعم هذا ما تعودنا عليه من آبائنا وأجدادنا، ونسعى لغرسه في أبنائنا.
الوطن لديهم أغلى ما يملكون، وإخلاصهم لأميرهم أكبر ما يكون، له السمع والطاعة، والوقار والاحترام، كل ذلك ينبع من حب وإخلاص متبادل بين الحاكم والمحكوم، لا رياء فيه ولا نفاق، والدليل نعم الله على هذا البلد كثيرة لا تحصى، ولله الحمد والشكر.
في السنوات القليلة الماضية ظهرت بعض الشوائب على مجتمعنا من أفراد تجاوزوا حدودهم، وخانتهم ألسنتهم، وانحرفوا عن أخلاقيات أهل الكويت، معتقدين أن ذلك حرية أو ديموقراطية، ألا يعلموا أن للحرية حدودا، وأن للديموقراطية أخلاقا وآدابا.
فما كان من الحرية (التي يدعون بها) أن كشرت عن أنيابها، وسلت الديموقراطية سيفها، وقال المذنب: ما لها؟ لم أكن أعلم أن هذه نهايتها!
يقول الله عز وجل في سورة الحاقة: (لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية).
إن للوطن حقا علينا أن نصونه ونحميه من كل أذى، حتى وإن كان هذا الأذى لفظا يقال أو كلمة تكتب، وهذا الحق موصول لقائد الوطن و«أبونا» كلنا.
إن من يسيء لولي الأمر والقائد، فكأنما أساء للوطن والأمة كلها، تلك الأمة بنوابها وبمجلسها وسلطتها التشريعية هي من شرعت «قانون الإساءة»، فأخذ القانون مجراه بالسلطتين القضائية والتنفيذية، ثم نرى أن من سن هذا القانون يعارضه، عجبا!
تذكرت قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
والآن بعد ان صار «الفاس بالراس»، وضربت القضية أطنابها بالسلطات الثلاث، فلا مناص بعد الله سبحانه، إلا بأبي السلطات الثلاث، سمو الأمير والأب الرحيم الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، الأمر أمره، والكلمة كلمته، لا ينازعه عليها أحد، فلا يدعي أحد أن له فضلا او نصيبا فيما ينعم به سمو الأمير على أحد، خصوصا نواب الأمة، الذين بالأمس وضعوا القانون واليوم يغتالونه.
إن مساعي أهل الخير، لسمو أمير الخير، لم تنقطع، والرجاء معقود بسموه بعد الله سبحانه وتعالى، وما يراه سموه للوطن والمواطنين أشمل وأدق مما نراه نحن، فلا تستبقوا الأحداث ولا تضللوا الحقائق، ولا تدعوا البطولات، ولا تعكروا صفو المجتمع.
ارحموا الكويت.
[email protected]