بداية أنا على العهد الذي أخذته على نفسي كوني من دولة يقوم قائدها وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله بدور المداوي لهذه العلة التي أصابت الجسم الخليجي، لذلك توقيرا واحتراما لوالدنا لا بد ان نكون تحت عباءته لا نشذ ولا ننحرف عن مساره، ندعمه في مسعاه، ونكون عونا له في وساطته، حتى يصل سموه إلى الهدف الذي رسمه للحل، هذا الالتزام «الشعبي» الواجب خلف سموه عرضنا لسهام جارحة ونيران صديقة نتيجة كتم مشاعرنا وعدم الإفصاح بها (على الأقل حتى تصل هذه الوساطة إلى منتهاها).
لكن واجبنا هو التماس أي بصيص نور أو أي إطلالة أمل نلتقطها ونضخمها ونبني عليها، لذلك كانت كتاباتنا متحفظة، مستبشرة، نقترب من نور الأمل ونبتعد عن ظلام اليأس.
استمعت إلى خطاب صاحب السمو الأمير تميم فكان جميل العبارات، فصيح الكلمات، شاملا كل الموضوعات، لكن المستمعين إلى سموه، درجات استشعارهم بفهم مقاصد متفاوتة، كلنا كمستمعين كمن ينظر إلى سماء الصحراء في ليلة غير مقمرة، فمنا من يقول: لا أرى إلا ظلمة السماء السوداء، ومنا من يرى لمعة النجوم القريبة، وآخرون يرون سديم النجوم والكواكب لقوة أبصارهم وبصيرتهم، وهؤلاء هم من نعول عليهم في حل المشكلة، فهم يرون التفاؤل أكبر، ونواياهم تستشرف الأمل اكثر، لذلك يشعرون ويقدرون بأحاسيس النفس البشرية وعواطفها، ويلمحون «بفراسة» جنوح النفس للسلم ولكن مع حفظ المشاعر وتقدير الظروف، ان مشكلتنا الخليجية كالمصيبة بدأت قوية وسريعة وإن شاء الله تخف شيئا فشيئا ثم تنسى، وهي كالباخرة التي تسير بعرض البحر وحين تقترب من الميناء يحتاج ربانها إلى مسافة طويلة لتقف من اندفاعها، فأرجو أن نستبشر بهذا الخطاب الذي أستشعر أنا شخصيا بتفاؤل من خلال تفسيري لمعاني كلماته، لذا أرجو أن يكون بداية لمرحلة جديدة في طريق الوساطة بشرط الآتي:
1 ـ أن يهندس خارطة الطريق خبير سياسي واجتماعي متمكن له مكانته في قلوب كل الأطراف، وهو سمو أميرنا المفدى حفظه الله.
2 ـ تعاون كل الأطراف بصدق قولا وعملا، وذلك لوقف كل الحملات الإعلامية بكل وسائل الإعلام ولو لفترة محددة وعند الإحساس بانفراج الأزمة قليلا تمدد هذه الفترة.
3 ـ افتراض حسن النوايا.
4 ـ حين تنفرج الأمور الكل رابح وفرحان وأبعدوا عنا التعليقات المدمرة التي تنفخ في الرماد.
نسأل الله العلي القدير ان يوفق ولاة أمورنا، ويلهمهم الحكمة والصبر، ويبعد عنهم النفوس الأمارة بالسوء، اللهم يا من لا تضيع ودائعه، إنا نستودعك خليجنا العربي أرضه وأهله وخيراته.
[email protected]