إن أغلى ما يملكه الإنسان هو جذوره، وأغصانه، وثماره، أما الجذور فهي «الوطن» وأما الأغصان فهم «أبناؤنا وأجيال الشعب» وأما الثمار فهي «الأموال العامة» التي تصرف الآن في الرفاهية، وتبدد بالعطايا.
ماذا يؤرق وطني الكويت؟ وماذا يقلقه؟ وما مشاكله الصغيرة والكبيرة؟
وهل حاولنا التخفيف عنه، وحل أي مشكلة من مشاكله، التي إحداها «الخوف» من أطماع الآخرين وبلاء الإرهابيين والدواعش، فهل فعلنا كما فعل أجدادنا (ونحن الآن نملك فوائض مالية تغطي عين الشمس) فنشرع في بناء حائط خرساني لحماية الوطن، هذا ليس عيبا ولا إسرافا، فإن لم يكن خوفا من الأطماع فليكن خوفا من الإرهاب، إن الأسوار والتكنولوجيا تعوض عن قلة الجند، فأميركا بعظمتها اقامت سورا خرسانيا مع المكسيك الضعيفة، ودول كثيرة اقامت اسوارا، فلنبدأ من الآن، خصوصا في هذه الظروف الهادئة المستقرة وبالأسعار الطبيعية وبوجود العمالة الوافدة، والوفرة المالية، بإحاطة الوطن بسور خرساني وبارتفاع عالٍ..
إن البوابة الشمالية للوطن العربي (العراق وسورية) مضطربة وساخنة بالحرب على الإرهاب، ولن تهدأ وستزيد سخونة بأحداث جديدة (انفصال اقاليم) مما سيجعل حدودنا الشمالية تضطرب وتسخن.
إن بناء الحائط الخرساني بطول الحدود الشمالية ضرورة، وليس بصعب ولا غريب فدول كثيرة اقامت اسوارا على حدودها أطول وأكثر تكلفة من سورنا.
المستقبل مظلم مهما تفاءلنا فظاهرة الإرهاب، واللاجئين، والمهاجرين غير الشرعيين، تجتاح العالم البعيد، ونحن أقرب وأسهل، فلنستعد ولتكن أسلحتنا الدفاعية جاهزة، وأولها الحائط الخرساني العالي الذي ينفعنا في كل الظروف، ويخدم وزارتي الداخلية والدفاع.
يقول المثل: «القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود» فلينفعنا الآن دينارنا الأبيض استعدادا لليوم الأسود «اجعلوا الثمر يحمي جذور الشجر»، اجعلوا اموال الوطن تحمي الوطن وابناءه، إن الحائط الخرساني يدوم عشرات السنين ويخدم أجيالا، أما الأسلحة الأخرى فتتلف وتتبدل.
إني أناشد نواب الأمة أن يبادروا بتقديم اقتراح بتحصين الحدود الشمالية خط دفاعنا الاول، بإقامة سور من حائط خرساني يحمي الوطن من الدواعش والإرهاب القديم والحديث، ولنشعر أن أموال الوطن نفعت الوطن وعادت لترابه لتحمي الوطن والمواطنين.
اعلموا يا سادة ان شمال الوطن العربي لن يهدأ ولن يستقر، ومقبل على حروب جديدة وان النار تحت الرماد، فإن لم نستعد من الآن فستكون الكويت مثل عرسال في لبنان تبدأ بطوفان من الهاربين من المعارك يصعب السيطرة عليهم (ان لم يوجد سور) ثم باحتضان اللاجئين ثم يقال انها بؤرة للإرهابيين، فتقصف وتصبح ميدانا للمعارك.
احذروا هذا اليوم وكونوا مستعدين له، يقول عز وجل:(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) ونحن ولله الحمد والمنة نستطيع ولكن ننتظر القرار الشجاع، والوقاية خير من العلاج، واهل البحر يقولون: القيس قبل الغيص، ما ينفع القيس بعد الغرق.
اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
[email protected]