وإن جاء متأخرا فلعله مبارك، لا يوجد كويتي إلا ومستاء، ولا توجد سلطة من السلطات الثلاث إلا والناس مستاءون منها، من شدة استياء الشعب للأوضاع التي يعيشها أصبح الاستياء اكتئابا، لا ننكر فضل الله علينا في الحرية والأمن والأمان والاستقرار والرخاء، ولكن نرى مقابل ذلك تسيبا وإسرافا ولا مبالاة من غضب الله، فالسارق لا تقطع يده، بل لا يعاقب، والخائن يغفر له، والفسق والفجور طفح على السطح واصبح فخرا، وشهرة، حتى ضيوفنا الوافدون استاؤوا من مساواتهم بالحفنة القليلة من الوافدين السيئين، نعم الكل مستاء... أخرج من بيتي أرى الزحمة في كل مكان وزمان، ما السبب؟ في السابق كانت الزحمة في ساعة الذروة (دخول وخروج الموظفين والطلبة) أما الآن فـ 24 ساعة، تحتاج الى متر واحد لتوسع به غرفة في بيتك ممنوع منعا باتا وترى في الدائرتين الرابعة والخامسة فللا أربعة وخمسة أدوار، مما يجعل الدم في قلبك يغلي، تزرع أمام بيتك نخلا وزرعا وتسقيه دنانير وليس ماء، وبغمضة عين تزيله لجنة الإزالة وجارك تغمض عنه تلك اللجنة، أي استياء يصيبك، تذهب الى منطقة الشويخ الصناعية أو صبحان تجد لا صناعة بها ولا يحزنون بل مولات ومعارض ومطاعم وترى القسائم الصناعية التي وزعتها الحكومة للتصنيع مجرد سور وباب ولوحة خداع وتتداول بسوق العقارات بالملايين، والوفرة والعبدلي وكبد التي أسميناها «الأمن الغذائي» أصبحت استراحات وقصورا لنفس الأشخاص الذين حصلوا على قسائم الشويخ وصبحان والشاليهات، إنها فئة %5 من الشعب.. كيف لا يستاء الـ % 95 الباقون، (تلك إذاً قسمة ضيزى) هذا قول الله عز وجل (وقفوهم إنهم مسئولون)، هذه الآيات الكريمة كان يرددها صديقي يرحمه الله (فقد كان مستاء) يقول: لقد اشتريت من حر مالي قسيمة صناعية وجاخورا ومزرعة من الذين أعطتهم الحكومة تلك القسائم مجانا ليقيموا عليها مصانع ومزارع لكنهم باعوها لي وأنا الذي زرعتها وأقمت عليها مصنعا صدق من قال (الأول لاعب والتالي تاعب) عدا من يحملون لقب (.... سابق) «فهم صادوها وعشوا عيالهم».
يرحمك الله يا صديقي عشت شريفا نقيا وغادرت الدنيا عفيفا لم يدنسك الفساد، لكنك شعرت بالاستياء وكتمته بصدرك.
مرددا قول الحق: (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا).
في الختام أنبه كل مسؤول يملك قرارا بأن الله يراه ويسمعه ويمهله ويقول له:
(.. من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب) صدق الله العظيم (والآخرة خير وأبقى).
[email protected]