لم استطع تفسير السبب الحقيقي لما يحدث في دولتنا الحبيبة الكويت، ولم اجد مبررا واحدا يقنعني بان الذي يحدث في «الديرة» فيه مصلحة للبلاد، فالصراعات والانقسامات والاضرابات والفتن اصبحت تأكل بلدنا وتنخر في عظامه، وكأن هامش الديموقراطية الكبير، الذي افاء به المولى عز وجل، اصبح «عالة» علينا.
من وجهة نظري الشخصية، ارى ان بعض القنوات الفضائية الكويتية اصبحت تلعب دورا اساسيا في مثل هذه الامور التي تسيء للكويت وتريد ان تلعب دورا مهما في رسم سياستها الداخلية والخارجية، بل يبدو انها موجهة لخدمة واهداف اطراف لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى، على حساب الوحدة الوطنية، ونسينا ان الكويت منذ القدم عرفت بتلاحم جميع فئات الشعب والطوائف.
ان من يشاهد بعض القنوات الفضائية الكويتية يجد انها تستضيف ضيفا معروفا بـ «عصبيته» وتحيزه لبعض الامور، فيعمل المذيع المحاور على اثارته، ويبدأ بضرب الوحدة الوطنية وزرع بذور الفتنة، كما ان الشريط الموجود اسفل الشاشة يقوم بدور «الطبال» في نشر الفتنة بشكل سافر وواضح دون وجود رقيب على مثل هذه الامور المزعجة، ويلاحظ ان هدف القناة ليس تدعيم اواصر النسيج الاجتماعي، بل الاثارة والربح المادي من خلال الرسائل، وتجد ان هذا الضيف او ذاك يلقي الاتهامات جزافا دون وجود ادلة، حتى لو وجدت الادلة فليس هذا المكان المناسب لمثل هذه الامور، وحسب علمي فإن هذه القنوات ليست لديها مادة «اعلامية» مفيدة سوى مثل هذه الموضوعات حتى تستطيع هذه القناة او تلك الاستمرار في بثها.
ان المطلوب من الحكومة الرشيدة ومجلس الامة الموقر ان يعملا على اصدار قانون يلزم جميع القنوات الخاصة بالالتزام وعدم الخروج عن الاطار العام لسياسة الدولة وعدم التدخل في سياستها الداخلية والخارجية، وعدم ضرب الوحدة الوطنية بأي شكل من الاشكال.
لقد استطاع اصحاب المصالح الخاصة ان ينقلوا صراعاتهم الى هذه الفضائيات، الامر الذي ادى الى تشويه صورة الكويت خارجيا بالمقام الاول وضرب الوحدة الوطنية داخليا بالمقام الثاني.
ان الناظر الى دول مجلس التعاون الخليجي يشعر بوجود نظرة تفاؤلية ومستقبلية من قبل شعوبها لتطوير بلدانها، ولديهم حب الترابط الاجتماعي، وهناك ازمة مالية عالمية تم تجاوزها، بالترابط والتكاتف، لكن ازمة النفوس من الصعب ان يتم تجاوزها، ودولتنا الحبيبة الكويت في شكلها الحالي كأنها قصر يعجبك منظره الخارجي لكن عند وصول «الموج» الى هذا القصر فسرعان ما ينهدم لأنه مبني من «رمال» بسبب الفتن التي مزقته.
آخر الكلام: حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وحفظ راعي نهضتنا صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي عهده الامين وسمو رئيس مجلس الوزراء، ونسأله تعالى ان يديم علينا نعمة الامن والامان اللهم آمين.
[email protected]