جرني الحديث عن الخطوط الجوية الكويتية ما شاهدته من أحد الأبناء عند استعداده للذهاب إلى لندن، وما ذكره لي أحد الأصدقاء عند عودته منها، فقد شاهدت أحد الأبناء عندما كان مشغولا في تنزيل برامج متنوعة لكي ينقلها في جهازه النقال فسألته: ليش كل هذا؟ وما سر كل هالتحضير الإعلامي الكثيف والمتنوع ستدمر أو تقضي على سعة تخرين جهازك يبا.. فيأتيك الجواب سريعا وصاعقا ومؤلما وضاحكا: سفرة أكثر من ست ساعات طيران لمعشوقة الكل «لندن» شلون راح نقزرها، شاشة «نقالي» أكبر من شاشة طيارتنا «المتهالكة» يبا!! وبعدين يبا اللي نعرفه أن ولا شاشة شغالة في طيارتنا!! فرديت على الولد بعصبية: مو مهم شاشتك تشتغل يبا، الأهم شاشات الرادار والعدادات اللي جبال الكابتن يالله احفظنا.
ويحدثني الصديق العائد من لندن قائلا: هالني بصراحة فرق الحجم بين طائرنا الذي أصابه الجوع والجفاف وأقرانه لدول الخليج وليس هناك داع لتسميتهم لأنهم أشهر من نار على علم، فطائراتهم أصبحت لديها بصمة في مطارات العالم أجمع فجابوا العالم طولا وعرضا «اللهم لا حسد».
شاهدت الأسى والتململ والتحلطم كما هي عادتنا على وجوه ابناء وطني في مطار هيثرو من وراء الشبابيك المطلة على أماكن وقوف الطائرات، فعملت مقارنة طريفة كما هي عادتنا الموروثة تاريخيا عندما تتخيل شخصا معروفا عالميا بأنه فاحش الثراء يقف بسيارته المكسرة ودخانها يغطي السماء يقف بكل غرور ومكابرة ومتعلق فيها لآخر يوم من عمره أمام من هم أقل منه بكثير، فتعمدت أن أقط الأذن لأسمع ما يقال فاتضح لي بأنه لا يحتاج ذلك لأنهم يسولفون وكأنهم بحضنك فتسمع واحدا يقول لصاحبه وهو متكدر: يامن حظهم، طيارة جديدة ومواعيد صخر وشاشات نار وشرار وجديدة.. ومليون فيلم وبرامج وكاميرا خارجية... إلخ.
والله بتقزر عليهم وتلقاه يتشرقد عالكرسي الراهي «ماد» ريوله على كيف كيفه ويلعب بالقنوات وينام ويقعد، ولا إحنا راح نتعكف بهالكراسي برفقة أحبابنا اللي يايين من نيويورك وبتصكنا الريحة لين ننام «إكلينيكيا» وبيخلص شحن تلفونك أول ساعتين، وراح تطيحله خز «بخلقتك» على انعكاس الشاشة اللي بويهك واللي ماتنشاف بالعين المجردة فقلت لهم: قولا الحمد لله فنحن بنعمة يحسدنا عليها القاصي والداني وإن اسطولنا على وشك «التنجيد» أقصد التجديد ويضيف قائلا: أما الكابتن الأنيق الفصيح يامن تفرض على مسامع الركاب متابعة إعلانك بسرعة البرق وبأغرب لغة وهي غير مفهومة فتصدح باللغة العربية تارة وتارة أخرى باللغة الإنجليزية وهي بعيدة تماما عن تلك اللغتين! عزيزي الكابتن: إنك تسمع نداءك وحدك فقط لأن الجميع ما يدري شنو تقول بسبب رداءة مخارج الحروف والتي أتحدى احدا يفهم ماذا يقول الكابتن او المضيف من تعليمات! فأتمنى أن يدخلوا دورة مكثفة في تحسين اللغتين.
يا مؤسستنا الوطنية ترى الكويتي قنوع بفطرته ورب الكعبة شغل له درب الزلق حق معشر الرجال وخالتي قماشة لمعشر النساء أما الأطفال فيكفيهم توم وجيري ويبي كرسي راهي شوي مافي أي عيب وهذا يكفي طال عمركم ويخليكم ربي، وحفظ الله كل من يسافر على طائراتنا من مواطنين ومقيمين، وإجازة سعيدة للجميع.
[email protected]