سواء اتفقنا أو اختلفنا مع البيان الذي طرحته مجموعة الـ 26 التي التقت صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد منتصف الاسبوع الماضي وخروجهم من هذا اللقاء بعدة تصريحات نقلتها وسائل الاعلام، وما تمخض عنه من اطلاق حملة وطنية لمواجهة استنزاف وتبديد ثروة البلاد وترشيد استخدامها، معتبرة ان «ما يحدث في الكويت يشكل اختلالا حادا في التوازن بين الحقوق والواجبات، فهناك من يعتقد ان بمقدوره، ومن حقه، اختراق كل القوانين، وهناك من يسعى الى الاقتسام الآني للثروة الوطنية بتشريع او بقرار حكومي، وكل منهما يؤدي إلى اقتسام ثروة الوطن واستنزافها بكل الوسائل الممكنة، بدلا من بنائه وتطويره وتعميره وازدهاره وبقائه». اقول: سواء اتفقنا او اختلفنا مع ما طرحته هذه المجموعة ومع من يطالب باسقاط قروض المواطنين او مع من يطالب بعدم اسقاطها، الا ان الثابت والمؤكد ان هناك هدرا بالمال العام، وهناك من يتاجر بهموم المواطنين، وان قضية اسقاط القروض اصبحت هما يوميا في حياة المواطن الكويتي، وذلك بسبب ارتفاع اسعار جميع المستلزمات اليومية، واصبحت هذه القضية الشغل الشاغل لاعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية وغالبية المواطنين، دون ان يبت فيها او تتخذ قرارات عاجلة لحلها رغم انها بدأت منذ نحو 10 اعوام، فنحن ـ ابناء الكويت ـ وكما جاء في بيان مجموعة الـ 26، نريد جميعا انتشال الوطن من وضعه الحالي والمضي به الى ما نأمله له، ونريد العمل على تأمين مستقبل افضل للجيل الحالي والاجيال القادمة، والعمل على ان يكون مستقبل البلاد افضل من حاضره، وذلك لا يحدث حتى تكون رؤاها واهداف بنائها محددة وواضحة، وتملك وسائل تحقيقها من خلال الالتزام بالنزاهة والشفافية والحيوية، ومن اجل بناء هذا الوطن ونهضته، ولابد من وقفة جادة للبدء في تصحيح مسار تبديد خيرات الوطن وموارده.
فيا نواب الامة، ويا اعضاء الحكومة، ويا اهل الكويت، كفانا اختلافا، وكفانا مهاترات، وكفانا تصريحات ومزايدات لا تسمن ولا تغني من جوع، وكفانا، وكفانا.. فالكويت قلبها كبير وتتسع لنا جميعا، وعلينا جميعا ان نعمل من اجلها والنهوض بها، ووقف الفساد واستنزاف خيراتها، لأن الكويت هي الباقية.
ما نريد ان نقوله اننا نتفق مع ما جاء في بيان مجموعة الـ 26، ومع كل النيات الصادقة والدعوات الجادة للنهوض بالبلاد ووقف الهدر، لكننا ايضا مع ايجاد حلول مناسبة لقضية اسقاط القروض، وغيرها من القضايا الاخرى المزمنة التي تهم شريحة كبيرة من ابناء هذا الوطن، وبعد ان ارتوينا من الكلام الكثير الذي قيل فيها، وحان وقت علاجها وطرح حلول لها لا تعقيدها وطرح مشاكل جديدة حولها.
[email protected]