الغالبية من الشعب الكويتي لديه من الأمنيات الكثير.. ولكن ما يعيق ذلك أن البعض أصبح مثل «الطوفة» الإسمنتية يرفض كل خير لهذا الشعب من أجل أنانيته ولأن لديه النفوذ والعلاقات القوية، التي استطاع بها وبغيرها تأصيل سلوكيات كانت تعتبر في الماضي «معيبة» وليست من عاداتنا.. ولهذا جاءت هذه المقالة على شكل «أحلام» ليست مستحيلة لكنها صعبة لأن «الطوفة» أصبحت حجر عثرة فإننا بحاجة «لمطرقة» من أجل كسرها وبناء مكانها جسرا قويا مبنيا على الحب والاحترام.
متى يأتي اليوم الذي نرى فيه «النظام» مطبقا في كل الأماكن فتذهب لإنجاز معاملتك أو مصلحتك دون حاجة لواسطة نائب أو غيره، فالكل سواسية أمام القانون فصاحب الحاجة له الأولوية دون أن تكون لأحد المنة عليه.
متى يشعر الفاسد أو المرتشي بأنه غير مرغوب فيه في أي مكان ومنبوذ ويشعر بالعار وأن هذا الزمن ليس زمنه والملعب ليس ملعبه؟ فأصبح لدى الجميع الشجاعة على فضحهم، الأمر الذي يجعله يخرج من الكويت غير مأسوف عليه، وروحة بلا رجعة.
متى نشعر كمواطنين بأننا سواسية في كل شيء مصداقا لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى» ونشعر بأن المناصب ليست محتكرة لفئة أو طائفة أو قبيلة.. فصاحب الكفاءة هو من يكون «فاله» المنصب دون الوضع في الاعتبار من يكون، فالرجل المناسب في المكان المناسب.
متى يأتي الوقت الذي يشعر فيه الموظف الصالح بأنه أقوى من موظف المصالح وإنه متميز عليه ولديه كل الامتيازات التي تجعل موظف المصالح يتغير كليا لأن وجوده أصبح غير مرغوب فيه، الأمر الذي سينعكس على الأداء العام في جميع الوزارات والهيئات الحكومية.
متى نرى جميع التيارات السياسية متحدة جميعها من أجل هدف واحد وهو تنمية «الكويت» بعيدا عن أي تكسب سياسي أو انتخابي ودون أن تبرز كتلة على أخرى من أجل خطف الأضواء منها، ومتى يأتي الوقت الذي تكون فيه الأعراض وحرمة الأشخاص مصونة ونبتعد عن أي تجريح أو إساءة لأي إنسان مهما اختلفنا معه فلقد أصبح التشهير مثل «السلام عليكم» عند البعض!
متى يأتي الوقت الذي ندفن فيه «الطائفية» وكل ما يجعلنا متفرقين ونكون كما كنا نقول دائما «أنا كويتي» فكنا قديما أقوياء لأننا لم نعرف تلك الإفرازات التي ظهرت مؤخرا والتي فككت نسيجنا الوطني.
آخر الكلام: قيل لعمر بن العبدالعزيز: يا أمير المومنين.. إن الناس قد تمردت وساءت أخلاقها ولا يقومها إلا السوط، فقال لهم: كذبتم فإنه يقومها العدل والحق.
[email protected]