[email protected]
لقد أصبحت كلمة الحق أو النصيحة الصادقة رغم «مرها» تزعل البعض ويتحاشون سماعها بسبب أنها تشعرهم كأنهم مقصرون في عملهم، ولهم أقول إن هذا الاستنتاج أو الاحساس بعد سماع النصيحة بانهم مقصرون خاطىء لأن اللي يحبك ويتمنى لك الخير هو من يرشدك للطريق الصواب من أجل تطوير البلد نحو الأفضل دون أن تكون لدى الناصح أي مصلحة من وراء تلك النصيحة، لذلك فلا عجب ان الكثيرين أصبحوا يكتمون نصيحتهم للاخرين لأسباب متعددة لأنها قد تزعج «البعض»، أو أن البعض أصبحوا لايطيقون سماعها لإحساسهم كأنك تتدخل في شؤونهم!!
إن انسحاب «الصادقين» أدى إلى بروز المطبلين والمنافقين القادرين بكذبهم إيهام «البعض» بأن البحر ممكن «تبليطه» رغم إن مايقولونه «وهم» وسراب فأصبحوا بنفاقهم مقربين ومقدمين على شخصيات وطنية لها تاريخ طويل ومشرف والتي انسحبت من الساحة لأنها تعبت من الكلام في سبيل الإصلاح دون أن يسمعها أحد بعد أن كان لها رأي في يوم ما، ولأن لديها كرامة انسحبت بهدوء، فالزمن ليس زمنها رغم أن قلبهم يعتصر ألماً لما يجري ويشاهدونه من سوء الحال على الرغم ما ينادون به هو للصالح العام ومد يد العون حبا وخوفا على بلدهم دون أي تكسب دنيوي.
قال أعرابي: لا مال أوفر من العقل، ولا فقر أعظم من الجهل، ولا ظهر أقوى من المشورة الصادقة، ويقول أحدهم: المشورة راحة لصاحب القرار وتعب على الآخرين لأنها تشغل فكرهم من أجل تقديم أفضل الحلول، ويقول ميمون بن فهران: قال لي الخليفة عمر بن عبدالعزيز: قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لاينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره، والمقولة التي تقول: الساكت عن الحق شيطان أخرس تبدلت في زمننا الحالي لتصبح الساكت عن الحق خوش ولد، لانه سيتضرر من قول الحق بسبب المنافقين الذين أصبحت كلمتهم مثل المسمار في لوح فيكيدون له المكائد والأكاذيب وتشويه سمعته وسمعة أهله هو في غني عنها فخلت الساحة لهم يلعبون كيفما شاءوا كل ذلك من أجل ألا يهدم سورهم ومصالحهم والتي بنوها بنفاقهم وكذبهم وتطبيلهم لأنهم سيكونون أول المتضررين من أي إصلاح، فالإصلاح لايجب أن يتواجد فيه المنافق أبدا.
وأخيرا.. إن جرعة النصيحة وكلمة الحق «مرة» ولكن علاجها شاف بإذن الله، ويقول الشيخ متولي الشعراوي: لاتجد أبدا معركة بين حق وحق لأن الحق واحد، ولا تطول معركة بين حق وباطل لأن الباطل دائما زهوق.