بدعوة كريمة من «محمد المنصوري» مشكورا بعد انقطاع دام أكثر من 27 عاما عندما كنت معلما لمادة الاجتماعيات في مدرسة عبدالعزيز قاسم حمادة المشتركة آنذاك، جمعني الثلاثاء الماضي على غبقة رمضانية مع كوكبة مميزة من الطلبة والتي تشرفت بتدريسهم، وحقيقة الأمر كانت مناسبة صعب أن أشرحها في هذه المقالة فقد اختلطت فيها مشاعر من الذكريات السعيدة والمضحكة وتعليقاتهم علي عندما ضربت أحد الطلاب بمساحة «السبورة أو عندما «أعصب» على أحدهم.. ولكن مع كل هذا كانت محبتهم لي هي الوسام الذي تشرفت به في هذه المناسبة الغالية، وكذلك ثناؤهم لي عندما كنت معلما لهم، ولقد أسعدني كثيرا عندما علمت أن منهم من أصبح دكتورا في التطبيقي أو مديرا في إحدى الجهات الحكومية أو عسكريا برتبة عالية أو صاحب شركة... وتوزعت الابتسامات عما يحدث داخل أسوار المدرسة والمواقف التي يتعرضون لها من قبل المدرسين الآخرين وعدم جدية البعض في التدريس، وحبهم لمدرسين كان أثرهم كبيرا في نفوسهم لم ينسوه أبدا، وحقيقة الأمر بعض الطلاب اختلفت ملامحهم عليّ كثيرا، ولم أستطع أن أتعرف عليهم بشكل دقيق، بينما البعض الآخر ما زالت ملامحه كما هي لم تتغير كثيرا.
إن محبة الطلاب لمعلمهم رغم الأعوام الطويلة دون أن تكون بينهم أي مصلحة هي الرصيد الحقيقي الذي يفتخر به كل معلم ويجعله «منتشيا» مع نفسه، إن التعامل المميز مع الطلاب بعيدا عن التزمت والشدة والجمود في التدريس، هو فن يتقنه القليل من معلمينا للأسف فكل همهم هو شرح الدرس فقط دون غرس القيم أو الحديث معهم عن أمور خارجة عن المقرر المدرسي ولكنها تصب في مصلحة الطالب، ما يجعل الطالب ينفر ويكره المعلم وكما ذكروا لي عن بعض المعلمين ممن كانوا يقومون بتدريسهم بأنهم لم يكونوا يهتمون بالشرح ولم يضيفوا لهم شيئا ومازالوا يتذكرونهم رغم تلك الأعوام الطويلة!
وأخيرا.. أخي المعلم أختي المعلمة، إن مهنتكم عظيمة فلا تستهينوا بها على أنها «وظيفة» آخذ راتبي والسلام بل هي «مهنة» عظيمة فقد كاد المعلم أن يكون رسولا، فاجعل الطالب يحبك ويحترمك ويقدرك، واجعله قريبا منك مثل ابنك أو أخيك الصغير لأن السنين ستمضي سريعا كما حدثت معي فاترك أثرا طيبا داخل هذا الطالب، فأفضل شخص يستطيع أن يقيمك بشكل دقيق دون مجاملة هو «الطالب» وسيحفر اسمك في ذاكرته بالسلب أو بالإيجاب، فاحرص ان تكون بالإيجاب ولتكن ذكراك طيبة في قلبه.
آخر المطاف: شكرا لمحمد المنصوري ومحمد المزيني وإبراهيم الشايع وعمر بن غيث وعبدالعزيز وبراك الدغيشم وسعد المطيرات والعجيل وبعض الحضور أرجو ان يعذروني على نسيان أسمائهم على كرم الضيافة والاستقبال وضيافتكم لي وترحيبكم بي لهو شرف كبير سأظل أتذكره ما دمت حيا.
[email protected]