أستغرب وأتحسر على من ينادي وبشكل متكرر بتقليل نسبة أعداد اخواننا الوافدين في الكويت بشكل كبير وكأن عدد سكانها مثل جمهورية «الصين» فلا أعرف سبب هذا الهجوم غير المنطقي!! وسأكتب ما أشعر به كمواطن عن هذا الأمر.
٭ كلنا نعلم أن الكويت الحديثة قد ساهم في بنائها بشكل كبير خبرات الوافدين في كل المجالات فكيف ننكر الآن دورهم الكبير في تنمية الكويت!
٭ دولة الكويت بلد الخير والأمن والأمان فخيرها يكفي الجميع لكل من أراد أن يعيش حياة كريمة من أجل رفع شأنها ويساهم في تنميتها، فإخواننا الوافدون لم يتركوا بلادهم وأولادهم.. إلا من أجل لقمة شريفة وقد دخلوا الكويت بطريقة قانونية فكيف أصبحوا بلحظة غير مرغوب فيهم!
٭ أصبحنا وكأن «العنصرية» قد تغلبت على كرمنا وتسامحنا في تعاملنا معهم رغم من ينادي بهذا «التعنصر» هم فئة قليلة ولكن لديها حضور «إعلامي» تستطيع أن توصل فكرها ورأيها بشكل سريع الأمر الذي أدى إلى تشويه صورة الكويت داخليا وخارجيا!
٭ الدول المتقدمة لا يمكن أن تستغني عن الأجنبي في جميع قطاعاتها ولكنهم يستقدمون ممن يعتقدون أنهم يستطيعون أن يضيفوا لبلدهم الشيء الكثير دون الإساءة لمن يحضر لبلدهم مثلما هو حاصل لدينا!
٭ أعرف كويتيين يعملون بدول عديدة بوظائف مختلفة ومحترمة وأداؤهم مميز وقد رتبوا أمورهم على العيش هناك، فهم يعتبرون وكأنهم وافدون في تلك الدول فهل نرضى أن يعامل إخواننا الكويتيون وإن كانوا «قلة» في تلك الدول على أنهم وافدون، فالشيء المحزن لو تعاملت تلك الدول بمثل ما يتمنى البعض ممن ينادون بترحيل الوافدين وقامت تلك الدول بترحيل الكويتيين على اعتبار أنهم وافدون فبالتأكيد سنرفض ونتضايق، فإلى متى تلك الأنانية لدى هؤلاء!
٭ أنا شخصيا وأنادي بشدة بأن الوظائف في الأماكن الحساسة الأمنية أو السياسية أو الاقتصادية.. لا ينبغي أن يكون للوافد موضع «قدم» حفاظا على سرية المعلومات فلم نسمع بأي بلد يتواجد في أماكنه الحساسة مواطن كويتي أو غيره لأن هذا أمر غير منطقي فالمواطن «الصالح» فقط مهما كان سيظل حريصا على أمن بلده ومعلوماته.
أخيرا.. يؤلمني جدا كما يؤلم الكثيرين أن هناك تصريحات مستفزة لإخواني الوافدين تتكلم عنهم بهذا الأسلوب، ما أتمناه لمن ينادي ضد الوافد بأن يخاف الله فيهم، وإذا أردتم أن تخففوا من أعدادهم فيجب أن تكون هناك خطة على مدى طويل لوظائف ومهن محددة من أجل تقليل أعدادهم المتكدسة في وزارات معينة بأسلوب «محترم» حتى لا يكون هناك خلل واضح وحتى لا يشعر أي وافد بأن الدور القادم سيكون عليه وسيؤثر على أدائه الوظيفي والنفسي وخاصة للمهن التي نعاني منها عجزا، فكفاية التصريحات «العنترية» المستفزة، فالكويت ليست كالصين بعدد سكانها تستطيع أن توفر أي مهنة بسهولة.
[email protected]