جاء في الآية الكريمة من سورة التوبة (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها اربعة حُرم)، اي ان هناك امرا ربانيا مباشرا بوقف القتال في الأشهرالأربعة الحرم وهي ذو القعدة وذو الحجة ورجب والمحرم، كي ينصرف الناس الى منافعهم من بيع وشراء وزراعة ورعي وتجارة.. الخ، فكيف جاز لمسلمي هذه الايام ان يتقاتلوا ويسفكوا دماء بعضهم بعضا ويهدموا بنيان اوطانهم بشكل متواصل كل ايام السنة، مخالفين امر الله عز وجل؟! فبعضهم بدأت حروبهم منذ خمس سنوات وبعضهم منذ 13 عاما متصلة وبعضهم كحال الصومال منذ 25 عاما، والغريب ان جميع المقاتلين في تلك الحروب الاهلية هم ممن يرفعون راية الاسلام ويصومون ويصلون ويكبرون إلا انهم يقتلون بعضهم بعضا طمعا في الجنة! وعن أي جنة يتحدثون وايديهم تقطر بدماء المسلمين؟!
****
ورغم حلول شهر رمضان، شهر الرحمة والمغفرة والعبادة، ورغم صيام المقاتلين من كل الاطراف، الا ان الحروب مستعرة ومستمرة، وكل الاطراف تهلل وتكبر وجميعها تطمع في الشهادة ومنزلة الشهيد واستقبال الحور العين، متناسين انهم كانوا حطب الفتنة والهادمين لديار المسلمين، فكل الحروب بالمنطقة بين المسلمين وعلى ديارهم، فأي فتنة نعيشها وأي حال مزرٍ وصل إليه المسلمون؟
****
وللعلم، فإن ما يسمى بالفتنة الكبرى في التاريخ الاسلامي وحرب صفين التي نتجت عنها لم تستمر الحرب فيها الا أياما قليلة وباستخدام اسلحة فردية محدودة الأثر والضرر، اما حروب فتنة هذه الايام والمستمرة منذ سنوات وعقود فتستخدم فيها احدث اسلحة الدمار والقتل، وهي مرشحة للاستمرار لعقود ولربما قرون اخرى حتى يرجع المسلمون الى العصور الحجرية وقوانين الغاب والبقاء للأقوى وحتى لا يبقى حجر على حجر في ديارهم.
****
آخر محطة: 1 ـ حروب العراق تدمر الدينار والاقتصاد العراقي الذي يجمع كل العراقيين، والحال كذلك في اليمن وسورية وليبيا، فأي غفلة وجنون هذا؟ ألم يتم التعلم من حرب لبنان التي لم ينتصر فيها احد من الفرقاء؟ انما انهزم وخسر منها لبنان الذي تم افقاره وهدم بنيانه.
2 ـ غزا صدام الكويت في شهر المحرم الحرام ويوم عاشوراء، ويبقى من يتحدث عن عبدالله المؤمن صدام.. هو بالفعل مؤمن بتدمير العروبة وهدم الاسلام!
[email protected]
salnesf@