نشهد هذه الأيام انتخابات مجلس الأمة الكويتي وقد تسارع عدد كبير من المرشحين للتنافس حول كراسي مجلس الأمة خصوصا بعد انضمام المقاطعين للمجلس السابق، وعودة الشعارات المكررة التي تنقسم إلى إما إصلاح الوضع الحالي أو العمل على خدمة المواطنين وغيرها من شعارات مستهلكة.
ومن الأمور الملفتة تزايد توسل المرشحين للناخبين عن طريقة كلمة «تكفون»، ونزول مرشح برنامجه الانتخابي ليكون ندا لمرشح آخر ليس من طائفته، ومرشح آخر همه الدول المجاورة أكثر من الشأن الداخلي للكويت، لذلك ما الغرض من الديموقراطية الكويتية؟ وماذا تحقق؟
يعرّف البعض الديموقراطية بأنها نظام يشترك فيه الشعب في اتخاذ القرار لضمان حقوقه وصنع مستقبل الدولة، لذا تعطي الديموقراطية المواطن مسؤولية المساهمة في بناء وطنه والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تصب في صالح الوطن. ورغم تجربتنا الديموقراطية التي تُعد الأقدم في المنطقة، إلا أننا ما زلنا نستخدم الديموقراطية لأهداف أخرى تحيد بشكل واضح عما ذكرناه سابقا؛ لأن الديموقراطية يتحدد شكلها عن طريق الممارسة وذلك بانتخاب المرشح حسب برنامجه الانتخابي لا لخدماته أو انتمائه القبلي أو الطائفي. فأصبح هدف التصويت لانتخابات مجلس الأمة من أجل الحصول على نائب يزيد من رخاء المواطن على حساب الدولة؛ مما أدى إلى تحول مجلس الأمة إلى نقابة كبيرة بدلا من القيام بدوره من تشريع القوانين ومراقبة التنفيذ، فلو تم اختيار مرشحين لهم برنامج انتخابي واضح هدفه نمو الدولة وحماية الحريات ستتغير الدولة جذريا نحو الأفضل لأن ورقة الواسطات ستسقط وتتبدل إلى ما هو أفضل.
من جهة أخرى لا تمارس الحكومة دورها الصحيح بحماية النظام الديموقراطي فعندما يستقبل الوزراء نواب مجلس الأمة في مكاتبهم خارج المجلس، رغم أن علاقتهم يجب ان تكون مقتصرة داخل المجلس لا خارجه، فهناك علامات استفهام لهذا النوع من الاجتماعات خارج المجلس. فالسماح بتمرير الواسطات بهذا الشكل يضمن استمرارية بعض الناخبين بإعادة اختيار نفس المرشح في كل انتخابات لذلك هناك نوع من العقد الاجتماعي الجديد بين الطرفين فينشأ المواطن منذ الصغر بهذا الفكر معتقدا انه الغرض الصحيح من الديموقراطية.
يجب تغيير هذا النهج القائم باختيار المرشح ذي البرنامج الواضح والهادف وحماية الحكومة للديموقراطية كي لا تحيد عن أهدافها خصوصا ضمن التحديات الحالية من هبوط أسعار النفط وحروب قائمة وغيرها فيجب ألا نركز على حلول قصيرة المدى وترضيات سياسية، بل أن نساهم في بناء الوطن على المدى البعيد، فالحل بيدكم، وأصواتكم أمانة.
Twitter: SaqerG